

يقدم تقرير مخاطر المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) تحليلًا مفصلًا لهشاشة المنطقة تجاه تغير المناخ، مسلطًا الضوء على المخاطر الرئيسية، والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية، والتفاوتات الإقليمية في القدرة على التكيف. يشير التقرير إلى أن تغير المناخ يؤثر بالفعل على المنطقة، حيث ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 1-1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع توقعات بارتفاع أكبر خلال أشهر الصيف الأكثر حرارة. ورغم عدم اليقين بشأن أنماط هطول الأمطار المستقبلية، فإن الجمع بين ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجافة السائدة سيؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، والتأثير على إنتاج الغذاء، وزيادة المخاطر على الصحة البشرية والبنية التحتية. تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأكثر تعرضًا للإجهاد المائي في العالم، حيث يساهم الاستخراج غير المستدام للمياه الجوفية، وانخفاض معدلات هطول الأمطار، وارتفاع معدلات التبخر في تفاقم الأزمة. ويهدد ذلك القطاع الزراعي، الذي يعاني بالفعل من ندرة الأراضي الصالحة للزراعة، والاعتماد الكبير على استيراد الغذاء، وزيادة التعرض للإجهاد الحراري. كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر يعرض المدن الساحلية والنظم البيئية للخطر، مما يؤدي إلى تملح الأراضي الزراعية وزيادة مخاطر الظواهر الجوية المتطرفة.
يؤكد التقرير أن المخاطر المناخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتفاقم بسبب عوامل اجتماعية واقتصادية، بما في ذلك الصراعات، وضعف الحوكمة، والتوسع العمراني السريع، وعدم المساواة الاقتصادية. تعاني العديد من الدول، خاصة تلك التي تواجه عدم الاستقرار السياسي مثل اليمن وسوريا وليبيا، من قدرة محدودة على تنفيذ تدابير التكيف مع المناخ. كما ستواجه المناطق الحضرية، التي تضم الغالبية العظمى من السكان، ارتفاعًا في درجات الحرارة، وإجهادًا حراريًا، وضغطًا متزايدًا على البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه. بالإضافة إلى ذلك، فإن البيئات الساحلية والبحرية معرضة للخطر، حيث يهدد ارتفاع درجات حرارة المحيطات، والتلوث، والإفراط في الصيد قطاعي الصيد البحري والتنوع البيولوجي. يدعو التقرير إلى تدخلات سياسية عاجلة، تشمل تحسين إدارة المياه، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وتطوير ممارسات زراعية مستدامة، وتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المناخية العابرة للحدود. وبدون اتخاذ إجراءات فورية، ستؤدي التأثيرات المشتركة لتغير المناخ والهشاشة الاجتماعية والاقتصادية إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وزيادة الهجرة، وانعدام الأمن الغذائي، وتفاقم الأزمات الاقتصادية.