

يقدّم ملف المناخ القطري للبنان لعام 2024، الصادر عن مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، نظرة مقلقة ولكن غنية بالمعلومات حول كيفية تفاقم تغيّر المناخ للتحديات البيئية والإنسانية القائمة. يشهد لبنان ارتفاعًا ملحوظًا في متوسط درجات الحرارة، بمعدل 0.3 درجة مئوية لكل عقد منذ عام 1970، أي ضعف المعدل العالمي. في الوقت ذاته، أصبحت أنماط هطول الأمطار أكثر تقلبًا، تتخللها فترات جفاف أكثر شدة وأحداث مطرية غزيرة. هذه التغيرات، إلى جانب ارتفاع مستوى سطح البحر وتراجع الغطاء الثلجي، تهدد توفر المياه والمحاصيل الزراعية والبنية التحتية، خاصة في المناطق الهشة مثل سهل البقاع والمناطق الساحلية المكتظة بالسكان. كما تعاني المناطق الحضرية من زيادة في الإجهاد الحراري بفعل ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية، بينما تعاني المناطق الريفية من تكرار الفيضانات والانهيارات الأرضية وحرائق الغابات.
وفي مواجهة ذلك، يعطي الصليب الأحمر اللبناني وأصحاب المصلحة الوطنيون الأولوية لتقليل مخاطر الكوارث عبر حلول ذكية مناخيًا، وتعزيز القدرة الصحية، وإدارة مستدامة للمياه. ومع ذلك، فإن عدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية في البلاد، إلى جانب عدد كبير من اللاجئين والبنية التحتية الضعيفة، يزيد من تعقيد تحديات التكيّف مع تغيّر المناخ. ويبرز التقرير الحاجة الماسة إلى جهود منسّقة تشمل أنظمة إنذار مبكر، وتمويل مناخي، ودمج السياسات، ودعم شامل للفئات الضعيفة، بما في ذلك المجتمعات النازحة وتلك التي تعيش في مستوطنات غير رسمية. ومع استمرار تغيّر المناخ في فرض مزيد من الضغوط على الموارد والقدرات الحَوكَمية في لبنان، فإن تبنّي استراتيجية تكيف متعددة القطاعات ومحلية التوجه يُعد أمرًا ضروريًا لحماية سبل العيش وضمان الصمود.