
لوس أنجلوس (أخبار انمائية) — وفقًا لمقال حديث نشرته بلومبرغ، يشكل دخان حرائق الغابات تهديدًا صحيًا واقتصاديًا كبيرًا يتجاوز الدمار المباشر الذي تسببه النيران. ففي لوس أنجلوس، أدى تدهور جودة الهواء بسبب حرائق الغابات الضخمة إلى نزوح نحو 180 ألف شخص وتدمير أكثر من 10,000 مبنى، مع تقدير الخسائر المؤمن عليها بنحو 20 مليار دولار. غير أن التكاليف الخفية المرتبطة بتأثيرات الدخان الصحية، مثل أمراض الجهاز التنفسي والقلب، تبعث على القلق أيضًا، إذ تشير الدراسات إلى خسائر سنوية بمليارات الدولارات في قطاع الرعاية الصحية.
ويحمل دخان حرائق الغابات ملوثات سامة مثل الأوزون، وأول أكسيد الكربون، والجسيمات الدقيقة (PM2.5 وPM0.1)، التي يمكن أن تخترق الرئتين ومجرى الدم، مما يزيد من مخاطر أمراض مثل كوفيد-19، والإنفلونزا، والالتهاب الرئوي. كما يرتبط التعرض لهذا الدخان بآثار صحية طويلة الأمد مثل الخرف، ومضاعفات الحمل، وارتفاع معدلات الوفيات، خاصة بين الفئات الهشة مثل الأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
ولا تقتصر التأثيرات الصحية على المناطق القريبة من الحرائق، إذ ينتشر الدخان لمسافات بعيدة، متسببًا في أزمات صحية في مناطق أخرى. وتشير الأبحاث إلى أن التعرض للجسيمات الدقيقة الناتجة عن الدخان قد يؤدي إلى 4,000 وفاة مبكرة سنويًا في الولايات المتحدة، مع خسائر تقدر بـ36 مليار دولار. وفي حرائق أستراليا 2019–2020، تجاوزت نفقات الرعاية الصحية الناتجة عن أمراض مرتبطة بالدخان 1.2 مليار دولار. ونظرًا لأن الدخان ينتقل بشكل غير متوقع، فقد تتأثر مناطق بعيدة عن بؤر الحرائق، كما حدث في عام 2023 عندما غطى دخان حرائق كندا سماء نيويورك.
يوصي الخبراء بمتابعة جودة الهواء المحلي عبر مصادر مثل AirNow، واستخدام كمامات عالية الجودة عند التعرض للدخان، وتحسين أنظمة تنقية الهواء في المنازل لتقليل المخاطر. وتبرز هذه التأثيرات الصحية الحاجة إلى رفع الوعي واتخاذ تدابير وقائية لمواجهة الخطر المتزايد لتلوث الهواء الناتج عن حرائق الغابات.