واشنطن (أخبار إنمائية) — 23 سبتمبر/أيلول 2025

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) يوم الاثنين عن إضافة تحذير جديد على عبوات دواء الباراسيتامول، المعروف أيضاً باسم أسيتامينوفين أو تايلينول، مشيرة إلى وجود "ارتباط محتمل" بين استخدام الدواء أثناء الحمل وحدوث التوحد لدى الأطفال.

يُقدَّر أن نصف النساء الحوامل تقريباً حول العالم يتناولن الباراسيتامول لتخفيف الألم أو الحمى، لكن إدارة الغذاء والدواء أكدت أن الأدلة التي تربط الدواء بالتوحد لا تزال محدودة.

وقال وزير الصحة الأمريكي روبرت ف. كينيدي جونيور خلال الإعلان: "للتوحد أسباب متعددة محتملة"، مضيفاً أن مفوض إدارة الغذاء والدواء مارتن ماكاري أشار إلى أن نقص نقل حمض الفوليك إلى الدماغ في بعض الحالات قد يرتبط بسمات مشابهة للتوحد. وأعلنت الإدارة أنها ستبدأ دراسة الموافقة على شكل من أشكال حمض الفوليك يُعرف باسم ليوكوفيرين للأشخاص الذين يعانون من نقص الفوليك في السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي.

في المقابل، اتخذ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موقفاً مباشراً أكثر. وقال مراراً: "لا تتناولوا تايلينول"، مضيفاً: "قاتلوا بكل ما أوتيتم من قوة لتجنب تناوله".

ويُعرف التوحد بأنه اضطراب نمائي يؤثر على التواصل الاجتماعي والسلوك. وعلى الرغم من زيادة معدلات التشخيص في بعض الدول خلال العقود الأخيرة، يحذر العديد من الخبراء من أنه لا يوجد سبب محدد وواضح للتوحد.

وقال جيمس كوساك، الرئيس التنفيذي لجمعية أبحاث التوحد البريطانية Autistica: "لا توجد أدلة قاطعة تشير إلى أن استخدام الباراسيتامول لدى الأمهات يسبب التوحد. يحاول الناس أحياناً إيجاد إجابات بسيطة لمشكلات معقدة".

وأجرت عدة دراسات واسعة حول ما إذا كان استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل يزيد من خطر الإصابة بالتوحد. وأظهرت دراسة سويدية شملت نحو 2.5 مليون طفل فروقاً طفيفة جداً: حيث تم تشخيص 1.42٪ من الأطفال المعرضين للدواء بالتوحد، مقارنة بـ 1.33٪ من الأطفال غير المعرضين. وأظهرت مقارنة الأشقاء، الذين يشاركون نصف الجينات ونمط التربية، عدم وجود أي ارتباط.

كما وجدت دراسة كبيرة في اليابان شملت أكثر من 200 ألف طفل عدم وجود علاقة بين التعرض قبل الولادة للباراسيتامول والتوحد.

وحذر الخبراء من أن أي ارتباطات ظاهرة في الدراسات الصغيرة قد تُفسر بعوامل صحية أخرى. وقال فيكتور ألكفيست، عالم الأوبئة في معهد كارولنسكا السويدي: "النساء اللواتي يتناولن الباراسيتامول أثناء الحمل غالباً ما يكنّ في حالة صحية أقل، ما يجعل العوامل المربكة تحدياً كبيراً في هذا النوع من الأبحاث".

وجاء إعلان إدارة الغذاء والدواء بالتزامن مع تصريحات مثيرة للجدل تربط التوحد باللقاحات، وهو ادعاء دحضته عشرات السنوات من الدراسات العلمية.

وقالت سورا علوان، اختصاصية علم الأجنة الإكلينيكي في جامعة كولومبيا البريطانية: "الأدلة لا تدعم وجود علاقة سببية بين الباراسيتامول أو اللقاحات والتوحد. ومن شأن الترويج لمثل هذه الفرضيات أن ينشر المعلومات المضللة ويقوض الثقة في العلاجات واللقاحات الآمنة".

وأكدت شركة تصنيع تايلينول، كينفيو إنك، في بيان لها أن "الدراسات العلمية المستقلة والموثوقة تثبت بشكل واضح أن تناول الباراسيتامول لا يسبب التوحد".