

يُسلط تقرير "المياه والتنوع البيولوجي"، المستند إلى التوقعات العالمية للتنوع البيولوجي 4 (GBO-4)، الضوء على العلاقة الوثيقة بين التنوع البيولوجي وإدارة المياه. ويؤكد أن النظم البيئية السليمة—مثل الغابات، والأراضي الرطبة، والأنهار، والمناطق الساحلية—تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم جودة المياه وتوافرها، وتقليل مخاطر الكوارث. ويحذر التقرير من أن فقدان التنوع البيولوجي يتسارع، مما يؤدي إلى تدهور أنظمة المياه، وزيادة التلوث، وانخفاض القدرة على مواجهة الفيضانات والجفاف. كما يوضح أن التحضر، والزراعة، وإزالة الغابات، وتغير المناخ تعد من العوامل الرئيسية التي تدفع إلى تدهور النظم البيئية، مما يؤثر على أمن المياه البشرية والتنوع البيولوجي في النظم المائية. ورغم تزايد جهود الحفظ، إلا أن الأراضي الرطبة والنظم البيئية للمياه العذبة والموائل الطبيعية لا تزال من بين أكثر النظم تعرضًا للخطر.
ويؤكد التقرير على الحاجة إلى إدارة متكاملة لموارد المياه (IWRM)، والتي تجمع بين الحلول القائمة على النظم البيئية وتطوير البنية التحتية. ويحدد ثلاثة مسارات رئيسية لتحقيق الاستدامة: الحلول التكنولوجية العالمية (تعزيز الكفاءة من خلال الابتكار)، الحلول البيئية اللامركزية (الحفظ المحلي والزراعة البيئية)، وتغيير أنماط الاستهلاك (تقليل الهدر والتلوث). كما يدعو إلى تكامل أقوى للسياسات، وتطوير البنية التحتية الخضراء، وتبني ممارسات مستدامة لاستخدام الأراضي لتعزيز الأمن المائي مع حماية التنوع البيولوجي. ويحث التقرير الحكومات والصناعات والمجتمعات على إدراج نهج قائم على النظم البيئية في تخطيط المياه والاستثمارات للتخفيف من المخاطر الناتجة عن تدهور التنوع البيولوجي. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيستمر تدهور النظم البيئية المرتبطة بالمياه في تهديد الأمن المائي العالمي، وإنتاج الغذاء، والقدرة على التكيف مع تغير المناخ.