

تستعرض منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في تقريرها "المدن المستدامة: منصات للتصنيع منخفض الكربون وتحويل مدن اليوم إلى قوى اقتصادية قابلة للعيش" كيف يمكن أن تكون المدن محركات للنمو الشامل والمستدام والابتكار. يسلّط التقرير الضوء على الفرصة المزدوجة التي تتيحها وتيرة التوسع العمراني السريعة خاصة في الدول النامية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية مع التصدي لتغير المناخ. تمثل المدن المصدر الأكبر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا، لكنها في الوقت ذاته تمتلك إمكانيات فريدة لتجريب وتطوير التكنولوجيا الخضراء، وتعزيز الابتكار في مجال الطاقة النظيفة، ودعم التصنيع منخفض الكربون. كما يمكن للصناعة أن تساهم ليس فقط في خلق فرص العمل وزيادة الدخل، بل أيضًا في تعزيز العمل المناخي من خلال تطوير البنية التحتية الخضراء واعتماد إنتاج أنظف. وتقدّم اليونيدو نفسها كشريك أساسي يدعم التخطيط الحضري المتكامل والمرن مناخيًا، ويُيسّر تبادل المعرفة بين المدن.
من أجل بناء اقتصادات حضرية مرنة، شاملة، وصديقة للبيئة، يعرض التقرير أربع تدخلات رئيسية: تعزيز التكنولوجيا الخضراء على نطاق المدينة، دمج مخاطر المناخ في التخطيط والإدارة، تعزيز الشمول الحضري – لا سيما المساواة بين الجنسين وزيادة الشراكات متعددة الأطراف. تتماشى هذه الإجراءات مع الأهداف العالمية، بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة، من خلال التركيز على التنقل الحضري، وأنظمة الطاقة، والأطر المؤسسية للتخطيط. ومن خلال دراسات حالة من دول مثل السنغال، وماليزيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، يبيّن التقرير كيف يمكن للمدن أن تتصدر مشهد التحول الصناعي المستدام. وتشدد اليونيدو على ضرورة اتباع نهج مخصص وتعاوني يوازن بين النمو الاقتصادي، والحفاظ على البيئة، والعدالة الاجتماعية، لجعل المدن مراكز للابتكار والفرص والقدرة على التكيّف مع المناخ.