


صدر تقرير حوكمة الذكاء الاصطناعي من أجل الإنسانية عن الأمم المتحدة في سبتمبر 2024، حيث يقدّم إطارًا استراتيجيًا لحوكمة مسؤولة وشاملة للذكاء الاصطناعي. تم تطويره من قبل الهيئة الاستشارية رفيعة المستوى للذكاء الاصطناعي التابعة للأمم المتحدة، ويسلّط الضوء على الحاجة الملحّة للتعاون الدولي لإدارة النمو السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مع معالجة التحديات الأساسية مثل الخصوصية، والمساءلة، والوصول العادل إلى التكنولوجيا.
يبرز التقرير إمكانات الذكاء الاصطناعي في دفع التقدّم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) من خلال تحسين شبكات الطاقة، وتعزيز الرعاية الصحية، وتطوير كفاءة الزراعة، مع التركيز أيضًا على المخاطر المتعلقة بالمراقبة، والمعلومات المضللة، والتحيز، والاستهلاك الكبير للطاقة. ويتوقع التقرير أن مراكز البيانات التي تدعم الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تستهلك ما يصل إلى 3٪ من الكهرباء العالمية بحلول عام 2030، مما يستدعي تبنّي ممارسات طاقة مستدامة ونشر التكنولوجيا بشكل مسؤول.
تشمل التوصيات الرئيسية إنشاء لجنة علمية دولية للذكاء الاصطناعي لتعزيز الحوكمة الشفافة، وإطار بيانات عالمي للذكاء الاصطناعي لضمان تبادل البيانات بشكل أخلاقي، وإطلاق صندوق عالمي للذكاء الاصطناعي لتقليص الفجوات التكنولوجية. كما يقترح التقرير تأسيس مكتب للذكاء الاصطناعي ضمن الأمانة العامة للأمم المتحدة لتنسيق جهود الحوكمة الدولية بفعالية.
من خلال هذه المبادرات، يتصور التقرير مستقبلًا يُساهم فيه الذكاء الاصطناعي ليس فقط في تسريع التنمية العالمية، ولكن أيضًا في سد الفجوة الرقمية، وضمان أن تخدم التكنولوجيا الإنسانية بشكل أخلاقي ومستدام.