


تقرير الأمم المتحدة العالمي لتنمية المياه لعام 2025، بعنوان "الجبال والأنهار الجليدية: أبراج المياه"، يسلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه المناطق الجبلية والأنهار الجليدية كـ "أبراج مياه" طبيعية تغذي تدفقات المياه العذبة التي تعتمد عليها مليارات البشر، والزراعة، والطاقة، والنظم البيئية. أُطلق التقرير في 21 آذار 2025، بالتزامن مع اليوم العالمي للمياه وأول احتفال بـ "اليوم العالمي للأنهار الجليدية"، ما يعكس أهمية توقيته. يشير التقرير إلى أن أبراج المياه الجبلية تساهم بحوالي 55–60% من التدفقات السنوية العالمية للمياه العذبة، وتدعم حوالي ملياري شخص، مع خطر فقدان 26–41% من الكتلة الجليدية العالمية بحلول عام 2100 في حال ارتفاع درجات الحرارة ما بين 1.5 و4 درجات مئوية.
يحذر التقرير من أن تراجع الأنهار الجليدية بسبب تغيّر المناخ يؤدي إلى تقلبات كبيرة في إمدادات المياه—حيث يؤدي في البداية إلى تدفقات أعلى تُعرف بـ "ذروة المياه"، يعقبها انخفاض حاد بعد تجاوز هذه الذروة، كما تم رصده في الأنديز الاستوائية وغرب كندا وجبال الألب السويسرية. هذه التغيرات قد تعرض ما يصل إلى ملياري شخص للخطر فيما يخص مياه الشرب والزراعة، في حين أن ثلثي الزراعة المروية عالميًا قد تتعرض للضغط. ويدعو التقرير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومتكاملة، تشمل: خفض انبعاثات الكربون بسرعة، وتعزيز مراقبة المناطق الجليدية، وتعزيز التعاون عبر الحدود، وتطبيق إدارة تكيفية للمياه على مستوى الأحواض النهرية. كما يشدد على أهمية تمكين المجتمعات الجبلية، وتحسين أنظمة البيانات، وتصميم سياسات متكيفة مع النظم البيئية الجبلية، بما يتماشى مع الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمياه النظيفة والصرف الصحي.