


يقدّم تقرير "مؤشرات تغيّر المناخ العالمي 2024" التحديث السنوي الأحدث للمؤشرات الرئيسية لتغيّر المناخ، استنادًا إلى المنهجيات المعتمدة في التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (IPCC). تُظهر النتائج أن تغيّر المناخ الناتج عن النشاط البشري يستمر في التسارع، حيث قُدّر متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية لعام 2024 بزيادة قدرها 1.52 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وتشير التقديرات إلى أن 1.36 درجة مئوية من هذه الزيادة ناتجة عن التأثير البشري، بمعدل ارتفاع غير مسبوق يبلغ 0.27 درجة مئوية لكل عقد (2015–2024). ويُعزى هذا الارتفاع إلى بلوغ انبعاثات غازات الدفيئة مستويات قياسية بمتوسط 53.6 غيغا طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون سنويًا خلال العقد الماضي، إضافة إلى انخفاض في التبريد الناتج عن الهباء الجوي. ويتضمن التقرير مؤشرات جديدة لارتفاع مستوى سطح البحر وتغيّر معدلات هطول الأمطار على اليابسة، إلى جانب تحديثات حول تركيزات الغازات الدفيئة، والقوة الإشعاعية، والميزانية الكربونية المتبقية لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
علاوة على ذلك، يحدد التقرير استمرار الزيادة في تركيزات ثاني أكسيد الكربون (CO₂) والميثان (CH₄) وأكسيد النيتروز (N₂O) في الغلاف الجوي، حيث بلغت مستوياتها في عام 2024 نحو 422.8 جزءًا في المليون، و1929.7 جزءًا في المليار، و337.9 جزءًا في المليار على التوالي. وقد شهدت انبعاثات الملوثات المناخية القصيرة العمر غير الميثانية مثل ثاني أكسيد الكبريت والكربون الأسود انخفاضًا أو استقرارًا بشكل عام بعد جائحة كوفيد، رغم أن حرائق الغابات والممارسات الزراعية ما تزال تمثل مصادر هامة. وارتفعت القوة الإشعاعية الناتجة عن المصادر البشرية إلى 2.97 واط/م² في عام 2024 مقارنة بـ2.72 واط/م² في عام 2019. كما زاد اختلال توازن الطاقة الأرضية – والذي يُخزَّن معظمه في المحيطات – مما يدل على تفاقم الاحترار الكوكبي. ويؤكد التقرير على الحاجة الملحة إلى اتخاذ قرارات مبنية على أحدث المعطيات العلمية مع دخول العالم عقدًا حاسمًا في مواجهة تغيّر المناخ.