


تشكل الأمراض غير السارية (NCDs) واضطرابات الصحة النفسية أزمة عالمية متنامية تؤثر بشكل متزايد على الأطفال والمراهقين، لا سيما في المجتمعات الفقيرة. إذ يتأثر أكثر من 2.1 مليار طفل دون سن العشرين أو يتعرضون لعوامل الخطر المرتبطة بهذه الأمراض، ويموت مليون طفل سنويًا من أمراض يمكن الوقاية منها أو علاجها مثل السكري من النوع الأول، فقر الدم المنجلي، وأمراض القلب لدى الأطفال. أما على صعيد الصحة النفسية، فإن واحدًا من كل سبعة مراهقين يعاني من اضطراب نفسي، في حين يفقد 45,800 مراهق حياتهم سنويًا بسبب الانتحار، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في هذه الفئة العمرية. ويبدأ أكثر من نصف الحالات النفسية قبل سن 18، مما يؤثر سلبًا على التعليم والتطور والرفاه العام.
قلة النشاط البدني: 81% من المراهقين لا يمارسون نشاطًا كافيًا.
التبغ والكحول: 150 مليون يستخدمون التبغ، و12% ينخرطون في الإفراط بشرب الكحول.
السمنة: 391 مليون طفل (من 5 إلى 19 عامًا) يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
تلوث الهواء: أكثر من 90% من الأطفال دون سن 15 يتنفسون هواءً ملوثًا يوميًا.
ترتبط الأمراض غير السارية بالصحة النفسية ارتباطًا وثيقًا؛ فالأمراض المزمنة تزيد من خطر الاكتئاب والقلق، بينما تؤدي الاضطرابات النفسية إلى ضعف السيطرة على الأمراض غير السارية. ورغم حجم المشكلة، لا يتجاوز التمويل الصحي العالمي المخصص لهذه الأمراض 1–2%، فيما تحصل الصحة النفسية على أقل من 2% من ميزانيات وزارات الصحة. وبحلول عام 2040، قد تصل تكلفة الأمراض غير السارية إلى 47 تريليون دولار عالميًا، مما يعمّق الفوارق الصحية ويدفع الأسر نحو الفقر بسبب تكاليف العلاج الباهظة.
تدعو اليونيسف الحكومات والشركاء إلى:
تسريع التنفيذ – اعتماد سياسات قائمة على الأدلة، تعزيز الرعاية الأولية والمجتمعية، وبناء كوادر مؤهلة لصحة الأطفال والمراهقين.
تعزيز النظم المندمجة – إدماج الأمراض غير السارية والصحة النفسية في برامج صحة الأم والطفل والمراهق، تنظيم تسويق المنتجات الضارة، وضمان رعاية شاملة وميسورة التكلفة.
زيادة الاستثمارات – رفع المساعدات الصحية المخصصة للأمراض غير السارية من 1–2% إلى 20% بحلول 2030، وتعبئة موارد محلية عبر ضرائب صحية على التبغ والكحول والمشروبات السكرية.
تحسين المتابعة والمساءلة – تعديل مؤشرات أهداف التنمية المستدامة لتشمل بيانات خاصة بالأطفال والشباب، توسيع نطاق مراقبة الانتحار، واستخدام أدوات الصحة الرقمية للقياس والتتبع.
إشراك الشباب والمجتمعات – ضمان مشاركة حقيقية للأطفال والشباب في تصميم السياسات والاستجابات الوطنية ومخرجات القمة.
إن وضع الأطفال في صميم أجندة الأمراض غير السارية والصحة النفسية أمر أساسي لحماية مستقبلهم، وتمكينهم من الازدهار، وبناء مجتمعات أكثر صحة وقدرة على الصمود. وتمثل القمة رفيعة المستوى للأمم المتحدة في سبتمبر 2025 فرصة تاريخية لإعادة توجيه الأولويات الصحية العالمية وضمان التزامات تضع الأطفال أولاً.