واشنطن العاصمة (أخبار انمائية) — صعّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياساتها التجارية، بفرض تعرفة جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، في خطوة هزّت الأسواق العالمية وأثارت انتقادات حادة من شركاء تجاريين رئيسيين. وتشكل هذه الرسوم الجديدة، التي أُعلنت يوم الأربعاء، تصعيدًا كبيرًا في النهج الحمائي للإدارة تجاه التجارة العالمية.

الاتحاد الأوروبي يرد برسوم قيمتها 28 مليار دولار
وسرعان ما أعلن الاتحاد الأوروبي عن إجراءات مضادة، بفرض رسوم جمركية على واردات أميركية بقيمة 28 مليار دولار، شملت زوارق ودراجات نارية ومشروبات كحولية، في إشارة إلى رد موسّع على القيود التجارية الأميركية.

تصاعد النزاع التجاري مع كندا
وأججت هذه الرسوم التوتر مع كندا، أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. ورد رئيس حكومة أونتاريو، داغ فورد، بفرض رسم إضافي بنسبة 25% على صادرات الكهرباء إلى ولايات أميركية مثل ميشيغان ومينيسوتا ونيويورك. ورد ترامب بتعهده بمضاعفة الرسوم على الصلب والألمنيوم الكندي إلى 50%، ما زاد من حدة النزاع التجاري.

وتتقاسم كندا والولايات المتحدة شبكة كهرباء مترابطة يعتمد من خلالها عدد من الولايات الأميركية على الكهرباء الكندية. ويؤكد خبراء أن هذا الترابط يحقق مكاسب للطرفين من حيث الأسعار التنافسية وكفاءة السوق، إلا أن تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية في كندا وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي الأميركي قد بدأ بالفعل في تغيير هذا المشهد.

الصين ترد على الرسوم الأميركية
أما الصين، أكبر منتج للصلب في العالم، فقد دانت الرسوم الأميركية ووصفتها بانتهاك لقواعد منظمة التجارة العالمية، متوعدة باتخاذ "كافة التدابير اللازمة" لحماية مصالحها الاقتصادية. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في وقت سابق تعرفة شاملة بنسبة 20% على البضائع الصينية، ما زاد من توتر العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين.

تشدد ترامب في ملف التجارة
ورغم ردود الفعل المتصاعدة، تمسك ترامب بموقفه، قائلًا: "لن تستمر الولايات المتحدة في دعم كندا. لا نحتاج إلى سياراتكم، ولا إلى أخشابكم، ولا إلى طاقتكم، وستكتشفون ذلك قريبًا. لنجعل أميركا عظيمة من جديد!"

وتضيف هذه التطورات بُعدًا جديدًا من التعقيد لمفاوضات اتفاقية التجارة الأميركية-المكسيكية-الكندية، مع تزايد القلق لدى الشركات والمستهلكين على جانبي الحدود من التداعيات الاقتصادية لهذه المعارك الجمركية المتصاعدة.