بيروت، لبنان (أخبار انمائية) — كشفَت دراسة حديثة صادرة عن الجمعية الأميركية للطب النفسي أن تأثيرات التغير المناخي لا تقتصر على الجوانب البيئية أو الاقتصادية فحسب، بل تمتد بعمق إلى صحة الإنسان النفسية والعاطفية. فمع ارتفاع مستويات الغازات الدفيئة وتدهور جودة الهواء وارتفاع درجات الحرارة، تتزايد احتمالات الإصابة بمشاكل عصبية ونفسية مثل الجلطات الدماغية والخرف واضطرابات نفسية أخرى قد تتأثر بتغيّر توفر الغذاء. كما أن تحوّلات أنماط الأمراض المعدية تعرّض المجتمعات لمضاعفات عصبية ونفسية مثل تلك المرتبطة بالتهاب الدماغ.

وإلى جانب ذلك، يؤدي تغير المناخ إلى اضطرابات في سوق العمل، وهجرات سكانية، وتفكك الروابط الاجتماعية، ما يفاقم من مشاعر الضغط النفسي والقلق. وتساهم هذه الضغوط أيضًا في إثارة حالة عامة من القلق بشأن مستقبل الأمن وجودة الحياة.

ومع تزايد هذه الظواهر، ظهرت مفاهيم جديدة في قاموسنا اليومي للتعبير عن الأثر النفسي للتغير المناخي. من بين هذه المصطلحات "الحزن البيئي" و"القلق البيئي" اللذان يجسّدان الشعور العميق بالخسارة واللايقين تجاه المستقبل، إلى جانب مصطلح "سولاستالجيا" الذي يعبّر عن الحنين لأماكن وأساليب حياة فقدناها. ورغم أن القلق البيئي يُعد استجابة طبيعية لتدهور البيئة، إلا أنه قد يترافق أحيانًا مع مشاعر إحباط ويأس وحتى العجز عن اتخاذ خطوات إيجابية، خصوصًا لدى الأجيال الشابة. ولا تقتصر هذه الأعباء النفسية على العامة فحسب، بل يعاني منها أيضًا النشطاء والباحثون، الذين يتعرضون للإرهاق مع تباطؤ مسيرة التقدم نحو الاستدامة.