الولايات المتحدة الأمريكية (أخبار انمائية) — كشف تقرير جديد صادر عن مركز أبحاث الطاقة "إمبر" عن تحوّل تاريخي في قطاع الطاقة الأميركي، حيث تجاوز إنتاج الكهرباء من طاقتي الرياح والشمس الفحم لأول مرة في عام 2024. وتراجعت حصة الفحم إلى 15% من مزيج الكهرباء، بينما ساهمت طاقتا الرياح والشمس مجتمعتين بنسبة 17%. ورغم تراجع إدارة ترامب عن دعم الطاقة النظيفة، لا تزال قوى السوق تدفع باتجاه التوسع في مصادر الطاقة المتجددة. وكانت الطاقة الشمسية الأسرع نموًا، حيث شكّلت 81% من القدرة الجديدة المضافة بزيادة قياسية بلغت 31 غيغاواط. وبينما تواصل الصين هيمنتها على سلاسل إمداد الطاقة الشمسية، نجحت الولايات المتحدة في توسيع قدراتها التصنيعية المحلية، خاصة في ولاية تكساس. وحافظت طاقة الرياح أيضًا على نمو مستقر، وظلت مساهمتها في توليد الكهرباء أعلى من الطاقة الشمسية، حيث تغطي نحو 10% من المزيج الأميركي.

لكن هذا التحول يواجه تحديات، من بينها تقليص التمويل الفيدرالي للطاقة النظيفة، وقرارات تنفيذية بوقف الموافقات على مشروعات الرياح، وتهديدات بفرض رسوم قد ترفع التكاليف. وفي الوقت ذاته، ارتفع الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة بنسبة 3% خلال 2024 بفعل صناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وتعدين العملات الرقمية. وأدى هذا النمو إلى زيادة توليد الكهرباء من محطات الغاز بنسبة 3.3%، مما يعزز دور الوقود الأحفوري رغم تأثيراته البيئية. وتشير تقارير منفصلة إلى أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى 900 غيغاواط من القدرات المتجددة الجديدة بحلول عام 2040، مع توصيات مثيرة للجدل بتوسيع البنية التحتية للغاز أيضًا.

ورغم التحديات، يبقى محللو "إمبر" متفائلين بمواصلة تفوق الطاقة الشمسية، مؤكدين أن انخفاض التكاليف وتطور تقنيات تخزين البطاريات سيجعل من مصادر الطاقة المتجددة منافسًا أقوى للغاز في المستقبل القريب. وبينما لا تزال مصادر الوقود الأحفوري تشكّل حوالي 60% من مزيج الكهرباء الأميركي، فإن صعود الطاقة المتجددة السريع يشير إلى تحوّل جذري في مشهد الطاقة بالولايات المتحدة.