
المملكة المتحدة (أخبار انمائية) — أثار التوسع الكبير في مشاريع مزارع الطاقة الشمسية في بريطانيا جدلًا واسعًا بين مؤيدي الحفاظ على الأراضي الزراعية وداعمي الإسراع في نشر الطاقة المتجددة. ويُعد مشروع "كوتام" أكبر مزرعة شمسية في بريطانيا، حيث سيمتد على مساحة 2800 فدان، ضمن خطة أوسع لإنتاج 2.5 غيغاواط من الكهرباء عبر خمسة مشاريع. وبينما تعتبر الحكومة هذه المشروعات ضرورية لتحقيق 95% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، يعارضها سكان محليون مثل سايمون سكيلتون والمجموعة الاحتجاجية "7000 فدان"، مطالبين بإقامة المزارع الشمسية فوق أسطح المباني والأراضي المهجورة بدلاً من الأراضي الزراعية.
وتدعم دراسة صادرة عن "يونيفيرسيتي كوليدج لندن" هذا التوجه، مشيرة إلى أن الأسطح في المستودعات والمنازل تتسع لنحو 117 غيغاواط — وهي قدرة تفوق بكثير الأهداف الموضوعة للطاقة الشمسية. إلا أن خبراء يرون أن قيود البنية التحتية — حيث تتوفر وصلات شبكة الكهرباء غالبًا في المناطق المفتوحة — تجعل من مشاريع المزارع الشمسية أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية. كما أن تكلفة تنفيذ المزارع الشمسية على نطاق واسع أقل بكثير من تكلفة الأنظمة المركبة على الأسطح، ما يجعلها جزءًا رئيسيًا من خطة بريطانيا للطاقة النظيفة.
وعلى الرغم من أن الرأي العام يميل عمومًا لصالح الطاقة الشمسية، فإن المعارضة لا تزال قائمة، إذ يدعم 195 نائبًا مشروع قانون للحد من انتشار المزارع الشمسية لصالح حلول الأسطح. ويؤكد المطورون أن مزارع الطاقة الشمسية الكبيرة ضرورية لأن الأنظمة المنزلية وحدها لا تكفي لتغطية الطلب الوطني، خصوصًا للفئات غير القادرة على تركيب الألواح الشمسية. ويرى المنتقدون أن قوانين التخطيط يجب أن تتخفف لتشجيع المزيد من مشاريع الطاقة الشمسية فوق الأسطح، مما يقلل الاعتماد على الأراضي الزراعية. وتدرس الحكومة تقديم حوافز مالية للأسر القريبة من المزارع الشمسية، إلا أن بعض السكان مثل سكيلتون يعتبرون أن تعويضات عن انخفاض قيمة الممتلكات ستكون أكثر عدلاً. ورغم الجدل، من المتوقع أن يشكل كل من أنظمة الأسطح والمزارع الكبرى عنصرًا أساسيًا في مستقبل الطاقة النظيفة في بريطانيا، في معادلة تجمع بين الكلفة، والكفاءة، والأثر البيئي.