لندن (أخبار انمائية) — على الرغم من التوقعات السابقة بأن المركبات الكهربائية الصغيرة وذات الكفاءة في استهلاك الطاقة ستقود مستقبل النقل، شهدت سيارات الدفع الرباعي (SUV) الكبيرة والمستهلكة للوقود ارتفاعًا كبيرًا في شعبيتها عالميًا. ففي عام 2024، شكّلت سيارات الدفع الرباعي 54% من مبيعات السيارات حول العالم، ولا يزال 95% منها يعمل بالوقود الأحفوري.

وعلى الرغم من ادعاء الشركات المصنّعة بأن المزيد من سيارات الدفع الرباعي يتم تحويلها إلى كهربائية، تحذر المجموعات البيئية والخبراء من أن تزايد مبيعات هذه السيارات يرفع من انبعاثات الكربون، واستهلاك الموارد، والطلب على المعادن الحيوية بسبب حجمها الكبير ومتطلبات بطارياتها. ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة (IEA)، أصبحت أسطول سيارات الدفع الرباعي عالميًا خامس أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، متفوقًا على دول بأكملها مثل اليابان.

ويعود هذا الارتفاع إلى الطلب المتزايد من المستهلكين في الاقتصادات الناشئة، والحملات التسويقية الاستراتيجية، وهوامش الربح المرتفعة التي تقدمها هذه الفئة للشركات المصنعة. وعلى الرغم من طرح المزيد من الطرازات الكهربائية والهجينة في الأسواق، فإن الغالبية العظمى منها لا تزال تعتمد على الوقود الأحفوري. وتُظهر الدراسات أن السيارات الهجينة القابلة للشحن لا تُستخدم غالبًا في الوضع الكهربائي أثناء معظم الرحلات.

ويرى الخبراء أن هذا التحول نحو السيارات الأثقل والأقل كفاءة يقوّض التقدم المحرز في خفض الانبعاثات في قطاع النقل. كما حذرت الوكالة الدولية للطاقة ولجان المناخ البريطانية من أن اتجاه سيارات الدفع الرباعي يشكّل تحديًا كبيرًا أمام جهود إزالة الكربون عالميًا ومكافحة تغيّر المناخ.