الصورة مُولَّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
الصورة مُولَّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

بيروت (أخبار إنمائية) — استضاف المجلس الوطني لريادة الأعمال والابتكار مؤتمر الذكاء الاصطناعي الوطني في لبنان في ٢٤ نيسان/أبريل في بيروت، برعاية معالي وزير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة. شهد الحدث الإطلاق الرسمي لرؤية لبنان الوطنية للذكاء الاصطناعي، وهي مبادرة استراتيجية تهدف إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لدفع التحول الرقمي والنمو الاقتصادي وإصلاح القطاع العام.

ورغم غياب الوزير شحادة عن المؤتمر بسبب اجتماع وزاري طارئ، إلا أن رؤيته انعكست بوضوح في جلسات النقاش. وفي مقابلة حديثة، أشار إلى أن استثمار .٥ مليون دولار فقط يمكن أن يحدث تحولاً كبيراً في عمل الحكومة، بما في ذلك تنفيذ نظام هوية وطنية رقمي وتحديث المدفوعات العامة.

ترتكز رؤية الذكاء الاصطناعي على قوة لبنان العاملة المتعلمة والمتعددة اللغات، وتسعى إلى وضع البلاد كمركز إقليمي للابتكار. وقد تخلل المؤتمر عرض خارطة الطريق الاستراتيجية وخطط الحوكمة إلى جانب مناقشات حول الأمن الوطني، والإصلاح المؤسسي، والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

من أبرز مواضيع المؤتمر: الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، سيادة البيانات، ودور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تمويل الابتكار. وأشار رئيس المجلس إلى ضعف الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، داعياً إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص.

وفي جلسة رئيسية عن الذكاء الاصطناعي في الحوكمة العامة، قالت الدكتورة منال عبد الصمد، وزيرة الإعلام السابقة: "الذكاء الاصطناعي ليس غاية بحد ذاته، بل أداة للوصول إليها"، مؤكدة على ضرورة التمييز بين الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وعلى أهمية الشفافية وإصلاح نظام الضريبة على القيمة المضافة ليتماشى مع التقنيات الناشئة. كما عُرض نموذج اقتصادي قياسي توقع استثمارات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات حتى عام ٢٠٣٠، مشيراً إلى الحاجة لزيادة الإنفاق في التعليم والبنية التحتية والخدمات العامة.

ودعا المتحدثون إلى وضع إطار وطني لحماية حقوق الملكية الفكرية لضمان الابتكار الجامعي ونشر الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي. وأظهرت نتائج استطلاع وطني أن .٣% من السكان لديهم فهم أساسي للذكاء الاصطناعي، بينما يعتبره ٦٤% خطراً، مما يعكس حالة من القلق العام والحاجة إلى حملات توعية. شهدت الجلسات القطاعية استعراض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الزراعة والصحة والاستدامة البيئية. وفي الزراعة، أُظهر كيف أن دمج الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي وتقنية البلوشين يحسن تتبع المنتجات والكفاءة. أما في الصحة، فقد عرضت دراسة حالة من روسيا كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع الجينات السرطانية وتطوير لقاحات شخصية.

وقدمت وحدة البيئة والتنمية المستدامة في الجامعة الأميركية في بيروت عرضاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن الغذائي والمرونة المناخية، مع مناقشة تحديات مثل الأمية الرقمية وضعف البنية التحتية في المناطق الريفية. واختُتم المؤتمر بالدعوة إلى بناء منظومة قوية للذكاء الاصطناعي تقوم على ثلاثة أولويات: مراكز بيانات وطنية، تشريعات قابلة للتنفيذ، ومنصات ذكاء اصطناعي محلية التطوير. وكما عبر أحد الخبراء: "الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الإنسان، ولكن الإنسان الذي يستخدم الذكاء الإصطناعي سيحل محل الذي لا يستخدمه."