فيلادلفيا، بنسلفانيا (أخبار إنمائية) — تسلّط دراسة حديثة صادرة عن جامعة توماس جيفرسون الضوء على تقدم واعد في علاج مرض السكري من النوع الثاني، من خلال نهج جديد يعتمد على مزيج دوائي مبتكر يجمع بين منبه مستقبلات GLP-1 (مثل سيماغلوتايد) ونظير الأميليين طويل المفعول. يعتمد هذا العلاج المزدوج على آليات متكاملة لتحسين التحكم في مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن بفعالية أكبر مقارنة بالعلاجات التقليدية أحادية الدواء.

يعتمد النهج الجديد على استهداف متزامن لإنتاج الأنسولين، وتنظيم الشهية، وكبح إفراز الجلوكاجون، مما يحاكي العمليات الأيضية الطبيعية في الجسم بشكل أكثر شمولية من الخيارات المتاحة حاليًا.

نتائج مشجعة في التجارب السريرية

أظهرت التجارب السريرية الأولية نتائج مشجعة في تحسين استقرار مستويات الجلوكوز وتقليل الوزن، حيث شهد المشاركون في الدراسة فقدانًا للوزن بنسبة 15-20% أكثر مقارنةً بمن استخدموا علاجات أحادية. تعتبر هذه النتيجة بالغة الأهمية نظرًا للعلاقة الوثيقة بين السمنة وتطور مرض السكري.

كما أظهر العلاج المزدوج قدرة على تقليل الجرعات اللازمة لكل دواء، مما يساهم في تقليل الآثار الجانبية الشائعة مثل الغثيان، مع الحفاظ على الفوائد العلاجية. وتعلّق الدكتورة هيلينا رودريغيز، أخصائية الغدد الصماء المشاركة في البحث، بأن هذا النهج يمثل "إعادة ضبط أيضية أكثر شمولية"، من خلال معالجة مسارات هرمونية متعددة في وقت واحد.

تخفيف المضاعفات وتبسيط العلاج

بالإضافة إلى تحسين فعالية العلاج، يُتوقع أن يساهم هذا النهج المزدوج في تبسيط إدارة مرض السكري للمرضى الذين يعتمدون حاليًا على أدوية متعددة. كما قد يساعد في تقليل المضاعفات طويلة الأمد، مثل أمراض القلب والكلى، عبر معالجة الخلل الأيضي الأساسي بشكل أكثر فعالية.

يخطط الباحثون الآن للانتقال إلى تجارب المرحلة الثالثة على نطاق أوسع لتأكيد هذه الفوائد وتقييم السلامة على المدى الطويل. في ظل الانتشار العالمي لمرض السكري الذي يؤثر على أكثر من 500 مليون شخص، قد يمثّل هذا الابتكار خطوة محورية نحو أنظمة علاجية أكثر تخصيصًا وفعالية، مما يمهّد الطريق لعلاجات متعددة موجهة استنادًا إلى الخصائص الفردية للمرضى.

نقلة نوعية نحو الطب الدقيق

تسلّط هذه الدراسة الضوء على اتجاه متزايد في مجال رعاية السكري، يتمثل في الانتقال من الحلول العامة إلى الطب الدقيق الذي يستهدف آليات المرض المعقدة من عدة زوايا. وإذا أكدت التجارب القادمة هذه النتائج، فقد تصبح هذه الاستراتيجية المدمجة أداة قوية في مكافحة مرض السكري من النوع الثاني، مما يعيد الأمل لملايين المرضى حول العالم.