دبي (أخبار إنمائية) — تبدأ المدارس الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة بتطبيق منهج إلزامي في الذكاء الاصطناعي يشمل جميع المراحل الدراسية من الحضانة حتى الصف الثاني عشر، اعتباراً من العام الدراسي المقبل.

وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، عن القرار، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي سيُدرّس كمادة رسمية تحت عنوان "الحوسبة، التصميم الإبداعي، والابتكار" في مختلف مراحل التعليم الحكومي. وقال: "يجب أن يكتسب الطلاب فهماً عميقاً للذكاء الاصطناعي من منظور تقني".

وقادت وزارة الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل عن بُعد، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تطوير المنهج الجديد. ويغطي المنهج سبعة محاور رئيسية تشمل: المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، البيانات الخوارزميات، استخدام البرمجيات، التوعية الأخلاقية، التطبيقات العملية، الابتكار وتصميم المشاريع، والسياسات والمشاركة المجتمعية.

وقد تم تصميم المنهج بحسب الفئة العمرية، وقُسم إلى ثلاث دورات تعليمية. تقدم الدورة الأولى مفاهيم مقارنة بين الإنسان والآلة، ومهارات التفكير الرقمي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأساسية. أما الدورة الثانية فتركّز على تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي، وفهم التحيز في الخوارزميات، والاستخدام الأخلاقي للتقنية. فيما تتناول الدورة الثالثة هندسة الأوامر وتطبيق المعرفة المكتسبة على دراسات حالة واقعية.

وأكد المسؤولون أن الهدف من المنهج لا يقتصر على تطوير المهارات التقنية لدى الطلاب، بل يشمل أيضاً تعزيز الوعي بالأبعاد الأخلاقية والمخاطر المرتبطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقالت وزيرة التربية والتعليم، سارة الأميري: "الذكاء الاصطناعي يدعم النمو الاقتصادي، ويعزز التنمية المستدامة، ويطوّر القدرات الفردية". كما شددت على أهمية الاستخدام المسؤول ورفع الوعي بالمخاطر والقضايا الأخلاقية المرتبطة بهذه التقنيات.

وتأتي هذه الخطوة ضمن الاستراتيجية الوطنية الأوسع لدولة الإمارات، التي تهدف إلى ترسيخ الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي للاستعداد للمستقبل، وتعزيز الابتكار، ودعم النمو المستدام.