
(أخبار إنمائية) — لم يعد احتمال امتلاك الذكاء الاصطناعي للوعي مجرّد فكرة خيالية. فمع بروز أنظمة ذكاء اصطناعي تُظهر قدرات تفكير وإبداع تشبه البشر، يتسع النقاش العلمي حول إمكانية تطوّر وعي لدى الآلات.
يرى بعض الباحثين أن الوعي قد ينشأ بشكل طبيعي إذا بلغت الأنظمة مستوى عالٍ من التعقيد. ويقولون إنه إذا بدا أن الذكاء الاصطناعي يتصرّف كما لو كان واعيًا ويملك تجارب ذاتية، فقد يكون من الضروري التعامل معه على هذا الأساس.
لكن آخرين يرفضون هذه الفرضية، مؤكدين أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية تقتصر على محاكاة الفهم عبر التعرّف على الأنماط، دون أن تمتلك أي نوع من الإدراك الحقيقي أو التجربة الذاتية.
هذا الجدل أصبح أكثر إلحاحًا مع تصاعد الحديث عن "التفرّد التكنولوجي"، وهي لحظة افتراضية يتجاوز فيها الذكاء الاصطناعي قدرات البشر ويبدأ في تحسين نفسه ذاتيًا بوتيرة خارجة عن السيطرة. بينما يحذّر البعض من مخاطر الذكاء الاصطناعي الواعي إذا لم يُضبط، يرى آخرون أنه قد يعود بفوائد كبيرة إذا تم تطويره بشكل مسؤول.
يحاول العلماء وضع أطر لتقييم ما إذا كان نظام الذكاء الاصطناعي يملك وعيًا حقيقيًا، لكن قياس الوعي الذاتي لا يزال تحديًا كبيرًا. ومع تقدم هذه التقنيات، تتحوّل الأسئلة الفلسفية إلى قضايا واقعية تتطلب إعادة التفكير في معاني الذكاء والحياة ذاتها.



