
أخبار إنمائية - من المتوقع أن تتضاعف حالات السرطان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2040. ومع ذلك، يظل الوصول إلى العلاج الفعّال متفاوتًا بشكل كبير في جميع أنحاء المنطقة. تستثمر دول الخليج في علاجات متقدمة مثل العلاج بالبروتون، بينما تكافح العديد من الأنظمة الصحية العامة في الدول الأخرى لتوفير العلاج الكيميائي الأساسي. يؤدي نقص الفحوصات والوعي إلى تشخيص أكثر من 60% من حالات السرطان في مراحل متقدمة، مما يجعل معدلات البقاء أقل بنسبة 15-20% مقارنة بأوروبا.
مع ذلك، تظهر بعض الحلول المبتكرة. في تونس، يحقق برنامج التطعيم المدرسي ضد فيروس الورم الحليمي البشري نسبة تغطية تصل إلى 90%، مما يحد من حالات سرطان عنق الرحم. في السعودية، يربط "مجلس الأورام الافتراضي" المتخصصين بالعيادات البعيدة عبر تقنية التطبيب عن بُعد. أما في إيران، فقد أدى إنتاج بدائل بيولوجية لعقار "ترستوزوماب" إلى خفض تكاليف العلاج بنسبة 70% دون المساس بالجودة.
ورغم هذا التقدم، لا تزال هناك تحديات، خاصة في مجال الرعاية التلطيفية، حيث تؤدي العوائق الثقافية والتنظيمية إلى حرمان معظم المرضى في المراحل النهائية من تخفيف الآلام.
لمواجهة هذه الفجوة، يقترح الخبراء وحدات فحص متنقلة للمناطق الريفية، وتعاونًا إقليميًا لخفض تكاليف الأدوية، وبرامج تدريب لمعالجة نقص الأخصائيين. يمكن للاستثمار الاستراتيجي والتعاون أن يحولا رعاية السرطان في المنطقة من قصة تفاوت إلى قصة ابتكار. الوقت للتحرك الآن قبل أن تتفاقم الأزمة.


