
بيروت (أخبار إنمائية) — يتحمل أطفال لبنان العبء الأكبر للأزمات المتلاحقة التي ضربت البلاد، حيث كشف تقرير جديد لليونيسف عن تدهور حاد في الصحة النفسية، التغذية، والتعليم. الأزمة الاقتصادية والسياسية الطويلة الأمد، إلى جانب آثار الحرب، خلقت "عاصفة كاملة" من المعاناة لأصغر وأضعف الفئات في البلاد.
أزمة الصحة النفسية تتفاقم
تقترب خدمات الصحة النفسية للأطفال من الانهيار، حيث تتزايد حالات القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بشكل ملحوظ في جميع المجتمعات. يصف الأخصائيون النفسيون موجة متصاعدة من الصدمات لدى الأطفال الذين عاشوا الانفجارات والنزوح وعدم الاستقرار. في الفصول الدراسية، يشير المعلمون والمستشارون إلى أعراض واسعة النطاق من الضيق النفسي، مثل نوبات الهلع، والقلق الشديد، وإيذاء النفس. ومع انهيار البنية التحتية الصحية في لبنان، أصبح الوصول إلى الدعم النفسي الاجتماعي محدودًا، مما ترك العديد من الأطفال بلا علاج. تحذّر اليونيسف من أن الصدمات غير المعالجة في مرحلة الطفولة قد تؤدي إلى أضرار طويلة الأمد تؤثر على الاستقرار العاطفي والنمو العقلي.
سوء التغذية يصل إلى مستويات حرجة
بالتزامن مع ذلك، دخلت أزمة التغذية في لبنان مرحلة خطيرة، حيث أظهرت المؤشرات ارتفاعًا مقلقًا في معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة. أصبحت حالات التقزم والهزال شائعة في الأحياء الفقيرة ومخيمات اللاجئين، حيث تعيش العائلات على وجبة واحدة في اليوم. يشير أطباء الأطفال إلى تزايد حالات الهزال الشديد وضعف المناعة لدى الأطفال.
انهيار في قطاع التعليم
كان النظام التعليمي في لبنان يومًا نموذجًا إقليميًا للتميز، لكنه الآن في حالة انهيار. إضرابات المعلمين ونقص الفصول الدراسية والبنية التحتية المتهالكة دفعت نحو 400,000 طفل إلى خارج المدرسة، بما في ذلك اللبنانيين واللاجئين. في المدارس العامة التي لا تزال مفتوحة، يفتقر الطلاب إلى الكتب المدرسية والكهرباء وحتى الحمامات الصالحة للاستخدام، بينما أصبحت المؤسسات الخاصة بعيدة المنال لمعظم العائلات.
دعوة عاجلة للتحرك
وجه ممثل اليونيسف في لبنان نداءً عاجلًا للدعم الدولي، مؤكدًا أن "النافذة لمنع الضرر غير القابل للإصلاح على أطفال لبنان تغلق بسرعة." وبينما تظل المساعدات الإنسانية ضرورية، شددت المنظمة على أن الحلول المؤقتة لا يمكن أن تحل محل الحاجة لإصلاح شامل لأنظمة الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية في لبنان.