(أخبار إنمائية) — أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريره السنوي للتنمية البشرية لعام 2025 بعنوان "مسألة اختيار: الناس والإمكانيات في عصر الذكاء الاصطناعي." يستعرض التقرير كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مسارات التنمية العالمية، مشددًا على أن الخيارات البشرية — وليس فقط الإنجازات التكنولوجية — هي المفتاح لتحقيق الفائدة المرجوة.

في حين أن إنجازات الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تتصدر العناوين، يؤكد تحليل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التقدم الحقيقي يُقاس بمدى قدرة التكنولوجيا على توسيع الحريات البشرية وتعزيز الفرص. ووفقًا للتقرير، تكمن القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي في قدرته على تحسين الحياة وسد الفجوات الاجتماعية، بدلاً من التركيز فقط على التطور التكنولوجي بحد ذاته.

الذكاء الاصطناعي كأداة للتنمية البشرية

يتحدى التقرير السرديات التقليدية التي تركز على قدرات الذكاء الاصطناعي بمعزل عن تأثيره الاجتماعي. يوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التنمية الحقيقية تتمثل في تمكين الأفراد من عيش حياة يقدرونها ولديهم أسباب ليقدروها. وإذا تم توزيع فوائد الذكاء الاصطناعي بشكل عادل، يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة في التعليم، والرعاية الصحية، والنمو الاقتصادي. ومع ذلك، يحذر التقرير من أن غياب السياسات الشاملة يمكن أن يؤدي إلى تركيز الفوائد في الدول الغنية، مما يعمق الفجوات العالمية.

ويشدد التقرير على أن التركيز في المستقبل يجب أن يكون على الخيارات الواعية التي توجه فوائد الذكاء الاصطناعي نحو النمو المستدام والشامل، وليس على مجرد التنبؤ بالتطورات التكنولوجية. كما يدعو صناع القرار إلى إعطاء الأولوية لمحو الأمية الرقمية، والوصول العادل للتكنولوجيا، وتعزيز التعاون الدولي لضمان أن تخدم التكنولوجيا المصلحة العامة ولا تصبح مصدرًا للإقصاء.

دعوة عالمية لسياسات شاملة

يأتي تقرير عام 2025 في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الفجوات العالمية وتسارع التغير التكنولوجي. يدعو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تعاون دولي لوضع سياسات تضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة للتنمية، وليس وسيلة للتقسيم.

وأكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، على أهمية الاختيار في التقدم التكنولوجي: "للاستفادة الفعالة من الذكاء الاصطناعي، يجب التركيز على تمكين الإنسان والوصول العادل — وليس مجرد الابتكار من أجل الابتكار."

ومع تزايد النقاشات العالمية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحقوقه الرقمية، يشكّل تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعوة للتحرك، مطالبًا الدول بإعطاء الأولوية لاستراتيجيات تنموية تركز على الإنسان وتستفيد من الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام.