واشنطن (أخبار إنمائية) — في ظل تقليص التمويل للبرامج الدولية في عهد إدارة ترامب، بما في ذلك إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، أعلن بيل غيتس عن خطط لضخ 200 مليار دولار من ثروته في مبادرات الصحة العالمية والتنمية بحلول عام 2045. كما كشف المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت ورئيس مؤسسة بيل وميليندا غيتس عن خطط لإغلاق المؤسسة في ذلك الوقت.

منذ تأسيسها، كانت مؤسسة بيل وميليندا غيتس قوة دافعة في مكافحة الأمراض المعدية مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، لا سيما في البلدان منخفضة الدخل. وأشار غيتس إلى تأثير المؤسسة على مدى العقود الماضية، مسلطًا الضوء على أن اللقاحات والعلاجات المحسنة وتحسين البنية التحتية للرعاية الصحية قد أنقذت ملايين الأرواح. لكنه حذر من أن التراخي يمكن أن يبدد هذه المكاسب، حيث تتطلب التهديدات الناشئة مثل مقاومة مضادات الميكروبات وانتشار الأمراض المرتبطة بالمناخ يقظة مستمرة وتمويلًا مستدامًا.

وأكد غيتس على الدور الحاسم للابتكار التكنولوجي في تسريع الاكتشافات الطبية. ولفت إلى التطور السريع للقاحات mRNA خلال جائحة كوفيد-19 كدليل على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تسرع الحلول الصحية العالمية. كما شدد على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة العالمية، بما في ذلك اكتشاف الأدوية، ومراقبة الأمراض، وتحسين تقديم الرعاية الصحية في المناطق المحرومة. وأوضح غيتس أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التنبؤ بتفشي الأمراض، وتبسيط التجارب السريرية، وتخصيص العلاجات، مما يجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة وإتاحة.

ورغم التقدم، أقر غيتس بوجود تحديات كبيرة، بما في ذلك التغيرات السياسية، ونقص التمويل، وتغير الأولويات العالمية. وشدد على الحاجة إلى شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص، مشيرًا إلى "غافي" (التحالف العالمي للقاحات والتحصين) كنموذج ناجح للمبادرات الصحية العالمية. كما جدد غيتس التزامه بالقضاء على شلل الأطفال، معبرًا عن تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق هذا الهدف قريبًا.

وبعيدًا عن الأمراض المعدية، دعا غيتس إلى تركيز أكبر على صحة الأمهات والأطفال، والتغذية، والاستعداد للأوبئة، مسلطًا الضوء على أهمية الأنظمة الصحية القوية في مواجهة التهديدات الصحية العالمية.

وعلى الرغم من تفاؤله بإمكانية العلوم والتكنولوجيا في إحداث تحول في الصحة العالمية، حذر غيتس من أن التقدم يتطلب التزامًا مستدامًا. ودعا القادة العالميين إلى إعطاء الأولوية للاستثمارات طويلة الأمد والتعاون الدولي، محذرًا من أن عدم القيام بذلك يهدد بتراجع المكاسب التي تحققت وترك الفئات الأكثر ضعفًا في خطر. وكانت رسالته واضحة: النضال من أجل تحقيق العدالة في الصحة العالمية لم ينتهِ بعد، والحاجة إلى التحرك العاجل لا تزال قائمة.