Image source: Economy Middle East
Image source: Economy Middle East

أبوظبي (أخبار إنمائية) — من المتوقع أن يشهد قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي (GCC) نموًا كبيرًا، حيث توقعت أحدث تقارير شركة Alpen Capital أن يصل حجم السوق إلى 135 مليار دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 6.7%.

ويأتي هذا النمو مدفوعًا بالاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية الطبية ذات المعايير العالمية، والمبادرات الحكومية، والتطورات التكنولوجية. تقود المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هذه الجهود من خلال مشاريع طموحة تشمل المستشفيات الذكية ومراكز الرعاية المتخصصة، بما يتماشى مع استراتيجيات التنويع الاقتصادي الأوسع مثل رؤية السعودية 2030 وبرامج التحول الصحي في الإمارات.

إن النمو السكاني، وارتفاع متوسط العمر المتوقع، وزيادة انتشار الأمراض المزمنة، كلها عوامل تستمر في تعزيز الطلب على الخدمات الطبية المتقدمة. استجابةً لذلك، تعمل حكومات دول الخليج على زيادة ميزانيات الرعاية الصحية وتوسيع البنية التحتية لتلبية هذه الاحتياجات.

التحول الرقمي يشكل ملامح القطاع

يبرز التحول الرقمي كركيزة أساسية في تطور قطاع الرعاية الصحية في المنطقة. تسارعت وتيرة تبني الخدمات الصحية عن بُعد (التطبيب عن بعد)، والتشخيص المعتمد على الذكاء الاصطناعي، والسجلات الصحية القائمة على تقنية البلوك تشين منذ عام 2020، بتأثير مباشر من جائحة كورونا. ويتعاون مقدمو الخدمات الصحية الخاصة مع شركات التكنولوجيا الصحية لتطوير أنظمة رقمية متكاملة، بينما تسعى الحكومات إلى تنظيم وتوحيد الخدمات الصحية الرقمية.

هذا التحول التكنولوجي يتماشى أيضًا مع نمو قطاع السياحة الطبية في المنطقة. حيث تجذب المستشفيات المتخصصة ذات المعايير العالمية في الإمارات والسعودية أعدادًا متزايدة من المرضى الدوليين الباحثين عن العلاج المتقدم. ومن المتوقع أن ينمو سوق السياحة الطبية في الخليج من 367.41 مليون دولار في عام 2024 إلى 889.97 مليون دولار بحلول عام 2032، وفقًا لتقرير صادر عن Credence Research.

التحديات في القوى العاملة والتمويل

رغم النمو القوي، يحدد التقرير بعض التحديات التي قد تؤثر على التوسع طويل الأمد. يعتمد القطاع بشكل كبير على المهنيين الطبيين الوافدين، مما يبرز الحاجة إلى توطين المهارات وتعزيز التعليم الطبي المحلي. وللتصدي لهذا التحدي، أطلقت الحكومات برامج تطوير القوى العاملة لبناء الخبرات المحلية.

كما يبقى تمويل الرعاية الصحية محورًا مهمًا، مع تزايد اعتماد التأمين الصحي الإجباري ونماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما يخلق فرصًا جديدة للاستثمار. ومن المتوقع أن تسهم هذه النماذج في سد فجوات التمويل وتعزيز الابتكار في تقديم الخدمات الصحية.

نظرة مستقبلية: اندماج ومعايير عالمية

وفقًا لتقرير Alpen Capital، من المرجح أن تشهد السنوات القادمة زيادة في نشاط عمليات الدمج والاستحواذ مع سعي اللاعبين الإقليميين نحو التكتل، ودخول مقدمي الخدمات العالميين إلى السوق. ومن المتوقع أن ينمو قطاع الأدوية والمعدات الطبية بالتوازي مع الخدمات السريرية، مدعومًا بمبادرات التصنيع المحلي واستثمارات في مجال الخدمات اللوجستية.

ويختتم التقرير بالتأكيد على أن استثمارات دول الخليج في الرعاية الصحية تضع معايير عالمية جديدة للاقتصادات الناشئة، مما يُظهر كيف يمكن للتخطيط الاستراتيجي، والتكامل التكنولوجي، والتعاون بين القطاعين العام والخاص أن يرفع أنظمة الرعاية الصحية إلى مستويات عالمية.