
بكين (أخبار إنمائية) — للمرة الأولى، بدأت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO₂) في الصين بالتراجع، في إشارة إلى تحول محتمل في مسار أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم. وبحسب محللين، انخفضت الانبعاثات بنسبة 1.6% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2025، وبنسبة 1% خلال الأشهر الـ12 الماضية، وذلك نتيجة طفرة تاريخية في اعتماد الطاقة النظيفة.
ويُعتبر هذا الانخفاض لافتًا لأنه يعكس تحولًا هيكليًا في قطاع الطاقة وليس مجرد تباطؤ اقتصادي مؤقت. ووفقًا لتقرير New Scientist، قامت الصين بتوسيع قدراتها في مجالات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة النووية بوتيرة غير مسبوقة، مما سمح للطاقة النظيفة بتجاوز نمو الطلب على الكهرباء.
ففي عام 2024 وحده، أضافت الصين أكثر من 350 غيغاواط من قدرات الطاقة الشمسية والرياح، مما مكنها من تحقيق هدفها الوطني للطاقة المتجددة لعام 2030 قبل ست سنوات من الموعد المحدد. ووفقًا لتقرير Upstream، أدى هذا الاستثمار إلى تقليص الاعتماد على محطات الفحم، مما ساهم في خفض الانبعاثات.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات. يحذر الخبراء من أن زيادة الطلب على الكهرباء في الصيف وانخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية أثناء فترات الجفاف قد يؤديان إلى عودة ارتفاع الانبعاثات.بالإضافة إلى ذلك، فإن الموافقة على إنشاء محطات طاقة تعمل بالفحم خلال عامي 2023 و2024 تثير الشكوك حول استدامة هذا التراجع.
إلى جانب التحول المحلي، تسعى الصين إلى لعب دور قيادي في تمويل المناخ عالميًا، من خلال تقديم الدعم التمويلي والتكنولوجي لمشاريع الطاقة النظيفة في البلدان النامية. وقد تناول تحليل صادر عن Dialogue Earth هذا التوجه، مسلطًا الضوء على توسع نفوذ الصين في سياسة المناخ الدولية.
كما أشار تقرير صادر عن Green Central Banking إلى أن استراتيجيات الصين في التمويل الأخضر والاستثمار في الطاقة المتجددة بدأت تؤتي ثمارها، سواء من الناحية البيئية أو الاقتصادية.
وفيما يراقب العالم هذا التحول عن كثب، فإن المسار الذي ستسلكه الصين في السنوات القادمة سيكون حاسمًا في الجهود العالمية للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية. وسيكون نجاحها في الموازنة بين أمن الطاقة والنمو الاقتصادي والعمل المناخي هو ما سيحدد ما إذا كان هذا التراجع في الانبعاثات يمثل نقطة تحول حقيقية أم مجرد فترة انتقالية مؤقتة.




