
يقوسيا/أبوظبي (أخبار إنمائية) — تدخلت دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم قبرص في ظل أزمة المياه المتفاقمة التي تواجهها الجزيرة المتوسطية، حيث وافقت على تزويدها بوحدات تحلية متنقلة مجانًا، للمساعدة في سد فجوة حرجة في إمدادات المياه خلال ذروة موسم الصيف.
وقد أُعلن عن الاتفاق في 24 أبريل، ويتضمن تسليم وحدات قادرة على إنتاج ما يصل إلى 15,000 متر مكعب (حوالي 530,000 قدم مكعب) من المياه الصالحة للشرب يوميًا. وتأتي هذه الخطوة بعد أن تعرضت إحدى محطات التحلية الخمس الرئيسية في قبرص لأضرار جسيمة جراء حريق، وفي أعقاب ثاني أكثر فصل شتاء جفافًا في العقد الأخير، مما أدى إلى انخفاض مستويات الخزانات إلى ما دون 25٪ من طاقتها.
ومن المتوقع نشر الوحدات المتنقلة في مواقع مختلفة داخل البلاد، على الرغم من أن المسؤولين القبارصة لم يحددوا بعد المواقع الدقيقة أو مواعيد الوصول. وتثير هذه الفجوة في الإمدادات قلقًا خاصًا في ظل استعداد قبرص لموسم الصيف السياحي، حيث يرتفع الطلب على المياه بشكل كبير.
وقد لعب كل من الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس ووزيرة الزراعة والبيئة ماريا باناجيوتوب دورًا رئيسيًا في التفاوض على الاتفاق مع المسؤولين الإماراتيين. ووفقًا لمصادر مطلعة على المحادثات، فإن المفاوضات استمرت لأشهر، لكنها تسارعت مع تفاقم التأخير في إصلاح محطة التحلية المتضررة، والتي لن تعود للعمل قبل أغسطس.
وقال متحدث باسم الحكومة: "هذه خطوة حاسمة تُظهر التضامن والتعاون الإقليمي. دعم الإمارات سيوفر إغاثة ضرورية بينما ننفّذ استراتيجيات طويلة الأمد لتعزيز الأمن المائي."
وبالإضافة إلى الدعم الإماراتي، تخطط قبرص لشراء أربع وحدات تحلية متنقلة إضافية بحلول الخريف، وبناء محطتين دائمتين لتحلية المياه. كما تعمل الحكومة على إعداد خطة دعم مالي لتشجيع الفنادق والجهات الخاصة على الاستثمار في أنظمة تحلية مستقلة في مواقعها.
ويعكس هذا الدعم تنامي دور الخليج في دعم البنى التحتية الإقليمية، خاصة في المناطق المعرضة لتأثيرات المناخ، ويعبر عن استراتيجية أوسع لدولة الإمارات في توظيف التكنولوجيا ضمن دبلوماسيتها الإقليمية.




