
لبنان (أخبار إنمائية) — عقد يوم البكالوريا الدولية في لبنان 2025 في 31 أيار 2025، تحت شعار "التعليم الواعي من أجل الغد"، في خطوة تُعدّ بداية فصل جديد في مسار التعليم في البلاد. أُقيم الحدث في ثانوية رفيق الحريري في صيدا، وجمع أكثر من 700 معلّم ومعلّمة من 62 مدرسة رسمية وخاصة من مختلف المناطق، في تأكيد على التزام متزايد بالتعليم الشامل والمتطور.
نُظّم الحدث من قبل رابطة مدارس البكالوريا الدولية في لبنان، بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية (IB)، وبدعم من مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، وتحت رعاية وزارة التربية والتعليم العالي. وقد كانت منصة إنمائية الشريك الإعلامي الرسمي لهذا الحدث.
شارك في اليوم أكثر من 80 ميسّراً تربوياً قدّموا أكثر من 70 ورشة عمل وجلسة تفاعلية، أعدّها تربويون من 15 مدرسة من مدارس البكالوريا الدولية وخبراء من المنظمة، وشملت مواضيع مثل ممارسات التعليم الشامل، ورفاه الطالب، وتطوير المناهج لتواكب عالمًا سريع التغيّر. وقد هدف البرنامج إلى تزويد المعلمين بأساليب تعليمية جديدة تجعل التعلّم أكثر توازناً ووعيًا وشمولية.
ويُعدّ يوم البكالوريا الدولية في لبنان 2025 جزءًا من مبادرة عالمية من منظمة البكالوريا الدولية تهدف إلى تعزيز التعاون والنمو المهني بين مدارس الـIB والمدارس غير التابعة لها، وقد شكّل منصة لتبادل الممارسات التعليمية واستكشاف سُبل دعم التعليم المنصف والهادف في البلاد.
وقالت معالي السيدة بهية الحريري، رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة: "هذا ليس مجرّد تدريب، بل نقطة تحوّل وطنية"، مشددة على أن المبادرة تُعدّ جزءًا من رؤية أوسع تهدف إلى دمج مبادئ الـIB في الهوية التعليمية المتجددة للبنان.
وأضافت: "اليوم لا ندرّب على الحفظ، بل ندرّب على التفكير. نعلّم الطالب أن يسأل لا أن يجيب فقط. نوجّهه ليكون مواطنًا لا تابعًا؛ شريكًا لا مستهلكًا."
من جهتها، أشادت معالي وزيرة التربية والتعليم العالي، الدكتورة ريما كرامي، التي جالت على عدد من الورش خلال اليوم، بالمبادرة، مؤكدة: "كثير من مكونات هذا البرنامج تتقاطع مع الرؤية التي نصبو إليها في مدارسنا الرسمية وتسهم في رفع جودتها." وأضافت: "يجب أن تكون مدارسنا، الرسمية والخاصة، شاملة وتعزز قيم المواطنة."
وشددت الوزيرة على "أهمية أن يساهم كلٌّ من موقعه في تطوير المدرسة الوطنية."
ووصفت السيدة رانيا جباعي، رئيسة رابطة مدارس البكالوريا الدولية في لبنان، الحدث بأنه "احتفال بالتعلم مدى الحياة، وبالمرونة، وقيمة التعاون"، مشيرة إلى أهمية جمع 700 تربوي من 62 مدرسة لبنانية رسمية وخاصة للتفكير معًا في بناء "تعليم واعٍ من أجل مستقبلٍ أفضل".
كما عبّرت جباعي عن "الامتنان لوزارة التربية، ولمعالي السيدة بهية الحريري، ولمؤسسة الحريري ومديرتها التنفيذية الدكتورة روبينا أبو زينب، ولفريق العمل، ولمؤسسة البكالوريا الدولية، ولكل المنظمين والمديرين والمعلمين المشاركين"، معربة عن أملها أن يكون هذا اليوم منطلقًا نحو تعاون وطني فعّال يُنتج أفكارًا جديدة ويُعزز روابط الشراكة.
أما السيدة ماري تادروس، مديرة التطوير والاعتراف الإقليمي في منظمة البكالوريا الدولية، فقالت: "هذا يوم مميز للبكالوريا الدولية ولبنان. ليس فقط لأنه أول يوم IB حضوري في لبنان، بل لأنه الأنجح. لبنان هو أول بلد يُدخل برنامج السنوات الابتدائية (PYP) إلى المدارس الرسمية. إنه مثال يجب أن يُحتذى به عالميًا، خاصة من بلد عانى ظروفًا صعبة."
وقد شارك مسؤولون عالميون في البكالوريا الدولية برسائل مصورة، أبرزهم السيد هيف بنيان، المدير العالمي لتطوير الأعمال في الـIB، الذي قال: "لا يجب التقليل من أهمية هذا الحدث، خاصة بالنظر إلى التحديات التي واجهها لبنان في السنوات الأخيرة. لكن لبنان آمن دائمًا بأهمية التعليم في بناء الأوطان."
وأعرب بنيان عن فخره بتطور البرنامج قائلاً: "أنا فخور بالتقدم الذي أحرزته الـIB في لبنان، خصوصًا إدخالها إلى المدارس الرسمية. لرابطة مدارس IB في لبنان دور مهم في دعم هذا النمو، وتعزيز التعاون بين المدارس الرسمية والخاصة عبر تبادل الخبرات."
كما شارك السيد أدريان كيرني، مدير مدارس البكالوريا الدولية، برسالة مصورة قال فيها: "بكل فخر وحماس أرحّب بكم في يوم IB لبنان 2025، الذي يحتفي بالتعلّم والتعاون والقيم المشتركة التي توحّد مجتمع الـIB العالمي"، مشيدًا بثانوية رفيق الحريري التي وصفها بأنها "نموذج ساطع لرسالة البكالوريا الدولية."
وأضاف: "من الملهم رؤية هذا الحضور الكبير من تربويين يمثلون أكثر من 60 مدرسة من كل أنحاء لبنان." واختتم قائلاً: "أشكر كل واحد منكم على قيادته المميزة، وعلى الصمود الذي أظهرتموه في مجتمعاتكم المدرسية رغم الصعوبات. أنتم فعلاً تربويون استثنائيون، تضعون طلابكم في صلب اهتمامكم دائمًا."
أما المدير العام لمنظمة البكالوريا الدولية، السيد أولي-بيكا هينونن، فقال في رسالته: "تُجسد جهودكم الجماعية من خلال رابطة مدارس البكالوريا الدولية في لبنان المعنى الحقيقي للقيادة—دعم بعضكم البعض، مشاركة المعرفة، ووضع الطالب في قلب المهمة التعليمية."
وأضاف: "لقد أثبتم أن التعليم ليس مجرّد وسيلة للنجاح في الامتحانات، بل هو أداة لصنع عالمٍ أفضل. هذا الالتزام يجسد قيم الـIB الجوهرية، ونحن فخورون بانضمامكم إلى مجتمعنا العالمي."
وفي ختام اليوم، وجهت معالي الوزيرة ريمة كرامي كلمة قالت فيها: "كنت أتمنى أن أكون معكم منذ بداية اليوم، لكني كنت أشارك في نشاط آخر يصب في الهدف نفسه—وهذه من الاستراتيجيات التي حاولت الالتزام بها منذ تسلمي هذه المسؤولية، وهي الاحتفاء بالمبادرات التعليمية النموذجية التي تذكّرنا بما يمكن أن يحققه التعليم، وبدورنا كمربين وموجهين."
واختتمت برسالة وحدة ومصير مشترك: "أنا سعيدة ليس فقط لأن هذه الشبكة جمعت القطاعين الرسمي والخاص، بل لأنني أحلم بأن يأتي يومٌ يمكننا أن نقول فيه إن ما يوحّدنا هو المهنة المشتركة—التربية. فرغم اختلاف أماكن العمل، إلا أن انتمائي الأول والأساسي هو لهذه الرسالة النبيلة."