Enmaeya News
Enmaeya News

لبنان (أخبار إنمائية) يشهد لبنان تحسنًا تدريجيًا في قطاع النقل العام، بعد سنوات من الاعتماد شبه الكامل على السيارات الخاصة، وسط أزمة اقتصادية خانقة وتدهور في البنية التحتية.

فقد أطلقت الدولة، بالتعاون مع شركة خاصة، شبكة حافلات جديدة تضم 11 خطًا تغطي العاصمة بيروت وتمتد إلى بعض المدن شمالًا وجنوبًا وشرقًا، في خطوة تهدف إلى تخفيف الازدحام، تقليل التلوث، وتقديم بدائل نقل آمنة وفعالة من حيث التكلفة للمواطنين.

وتبدأ تعرفة الركوب من نحو 70 ألف ليرة لبنانية (ما يعادل 0.80 دولار تقريبًا)، ويتم الدفع نقدًا. كما زُوّدت الحافلات بكاميرات مراقبة ونظام تتبع عبر الـGPS لتعزيز السلامة والشفافية.

وقالت مجموعة من الركاب لوكالة "فرانس برس" إن الحافلات وفّرت لهم المال وخفّفت عنهم الضغط النفسي الناتج عن قيادة السيارات في شوارع مزدحمة ومليئة بالحفر. وعلّق أحدهم قائلاً: "الحافلة أكثر أمانًا وتوفر وقتًا ومالًا".

ورغم الإطلاق الرسمي للشبكة في تموز 2023، توقفت بعض الخطوط مؤقتًا. كما واجهت الشبكة معارضة من بعض أصحاب الحافلات الخاصة، وصلت حد الاعتداء على بعض المركبات خوفًا من المنافسة.

وتشير إحصاءات مصلحة السكك الحديد والنقل المشترك إلى أن عدد مستخدمي النقل العام الحكومي ارتفع من مئات إلى نحو 4,500 راكب يوميًا. ويقول المدير العام زياد نصر: "نعمل على توسيع الشبكة لتصل إلى مطار بيروت، ونحن منفتحون على أي دعم خارجي، سواء من دول عربية أو فرنسا أو حتى الصين".

ويحذّر البنك الدولي من أن اعتماد لبنان على السيارات الخاصة "بات غير قابل للاستدامة"، مشيرًا إلى ارتفاع نسب الفقر وتكاليف تشغيل المركبات. كما أفاد تقرير للبنك بأن قطاع النقل يُعد ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة في البلاد بعد قطاع الطاقة.

وفي إطار المبادرات المستدامة، أطلقت مدينة زحلة أربع حافلات هجينة تعمل بالوقود والكهرباء، فيما يستعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإطلاق أربع حافلات كهربائية بالكامل تعمل بالطاقة الشمسية، ستربط بيروت بمدينة جبيل شمالًا، وفق ما أعلن مدير مشروع النقل المستدام نبيل منيمنة.

يأمل المسؤولون أن تشكل هذه الخطوات بداية حقيقية لإحياء النقل العام في لبنان، وتخفيف الضغط عن المواطنين والبيئة.