
لبنان (أخبار إنمائية) — أطلقت وزارة التربية والتعليم في لبنان تقييماً وطنياً شاملاً لتلامذة المدارس الرسمية في المرحلة الابتدائية، بهدف تشخيص التراجع الأكاديمي بعد سنوات من الأزمات المتراكمة.
شارك التلامذة من الصف الأول إلى السادس في المدارس الرسمية في "تقييم تشخيصي" جديد على مدار ثلاثة أيام. وعلى عكس الامتحانات التقليدية، لم يكن الغرض من هذا التقييم تحديد النجاح أو الرسوب، بل قياس الكفاءات الأساسية في القراءة والكتابة والرياضيات. وتُعد هذه المبادرة أول محاولة منظمة ومبنية على البيانات لقياس مستوى التعلم الأساسي في البلاد.
وقالت وزيرة التربية، ريما كرامي، إن المبادرة طُوّرت بالكامل داخل الوزارة من دون أي تدخل خارجي من الجهات المانحة الدولية مثل البنك الدولي أو اليونيسف. وأضافت: "هذا جهد ذاتي لمعرفة موقع طلابنا أكاديمياً. نحن نتحمل المسؤولية، ونجمع البيانات بأنفسنا لتحديد مواقع التدخل المطلوبة".
ويأتي التقييم ضمن خطة أوسع لإصلاح التعليم الرسمي، ووضع برامج دعم أكاديمي تستهدف احتياجات التلامذة بدءاً من العام الدراسي المقبل. وسيحصل المعلمون والإداريون على معلومات دقيقة حول نقاط القوة والضعف لدى كل تلميذ، مما يتيح اعتماد تعليم أكثر تخصيصاً.
وقد أعدّ المركز التربوي للبحوث والإنماء التقييم بالتعاون مع مستشاري الوزارة وخبراء تربويين مستقلين، مستندين إلى نماذج علمية مجرّبة تم تكييفها مع السياق اللبناني. وأكدت كرامي أن إعداد التقييم لم يتطلب تمويلاً إضافياً أو الاستعانة بخبراء خارجيين، واصفة الخطوة بأنها إصلاح داخلي وفعّال من حيث الكلفة.
ورغم أن التقييم شمل فقط المدارس الرسمية، يمكن للمؤسسات الخاصة طلب الحصول على المواد التقييمية.
من جهة أخرى، عبّر بعض المعلمين والمديرين عن قلقهم بشأن توقيت التقييم والتحديات اللوجستية المرتبطة به. وأشار بعض الإداريين إلى أن النتائج ذاتها كان يمكن تحقيقها عبر التقييمات المستمرة أو من خلال التواصل المباشر مع المعلمين.
مع ذلك، أكدت كرامي أن 878 من أصل 880 مدرسة رسمية شاركت في التقييم، وتم تجاوز معظم العقبات اللوجستية. ورغم الانتقادات، ترى الوزارة أن النتائج ستكون أداة بالغة الأهمية. وقالت كرامي: "المعلمين والمديرين الجديين أدركوا أن المعلومات المتوخاة لا يمكن استخراجها من أي امتحانات أخرى، وما جمعناه من معطيات حول مسابقة مدتها خمسين دقيقة سنعمل عليه أربعة أشهر".