أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

صيدا، لبنان (أخبار إنمائية) — أعلنت لجنة مهرجانات صيدا الدولية عن انطلاق فعاليات الدورة السادسة من مهرجاناتها لصيف 2025، وذلك خلال مؤتمر صحفي أقيم في خان الإفرنج في مدينة صيدا القديمة.

وتتضمن هذه الدورة ثلاث أمسيات فنية تُقام في 6 و7 و9 آب، يحييها الفنانون مارسيل خليفة، نانسي عجرم، وغسان صليبا، بمشاركة الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية وكورال القسم الشرقي في المعهد الوطني العالي للموسيقى.

وقالت رئيسة اللجنة السيدة نادين كاعين: "من قلب هذا المعلم التاريخي خان الإفرنج الذي لطالما كان منصة للإبداع، هذا العام تعود المهرجانات إلى البحر.. إلى مساحة نابضة تطل على الواجهة البحرية في جزء من المنطقة التي كانت تشكّل مرفأ صيدا القديم". ووجهت الشكر لوزارة الأشغال وإدارة مرفأ صيدا على التعاون والدعم.

وأضافت كاعين: "برعاية كريمة من وزارتي السياحة والثقافة نتابع ما بدأناه منذ سنوات لتحويل صيدا إلى وجهة سياحية وثقافية نابضة بالحياة، وإن مهرجانات هذا العام تجمع بين الأصالة والتجدد".

وأشارت إلى أن "افتتاح البرنامج مساء الأربعاء 6 آب سيكون بحفل موسيقي بعنوان "راجعين بلحن كبير" بالتعاون مع المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى، في لقاء فني مميز مع الفنان غسان صليبا، وأضافت: "أما مساء الخميس 7 آب، فموعدنا مع الفنانة المحبوبة نانسي عجرم، وفي 9 آب نختم مع الموسيقار الكبير مارسيل خليفة الذي يعد ذاكرة وطنية".

كما أعلنت عن تنظيم "سوق مأكولات يجمع مؤسسات محلية ومبادرات شبابية بالتوازي مع الحفلات".

المؤتمر أقيم برعاية وزارتي السياحة والثقافة، بحضور وزيرة السياحة لورا لحود التي قالت في كلمتها: "حين نطلق مهرجانات صيدا الدولية في هذه المدينة التي شكّلت عبر التاريخ بوابة الجنوب نشعر أن الكلمات وحدها لا تكفي"، مضيفة: "في صيدا هذا الصيف مهرجان يتجاوز برنامجه الفني؛ إنه مساحة ترميم مجتمعي يعيد فيها ترابط النسيج الاجتماعي الذي تصدّع تحت ضغط الأزمات المتكررة".

وأضافت لحود: "صيدا بحد ذاتها قصة جمال... صيدا تستحق أن تُروى، وحين نفتتح فيها مهرجانًا دوليًا فنحن نعيد إليها الاعتراف بمكانتها ونكرّس دورها ليس فقط كمدخل بل كقلب جنوبي نابض بالحياة".

وختمت بالقول: "من صيدا نبدأ طريق العودة؛ عودة الجنوب إلى حيويّته، وعودة لبنان إلى الجنوب، عودة الجنوب إلى خريطة الفرح".

كما ألقى ممثل وزير الثقافة، مدير عام الوزارة الدكتور علي الصمد، كلمة جاء فيها: "في كل مرة تتحضر فيها البلاد لطي صفحة الحروب وانطلاقة موسم سياحي وثقافي استثنائي، تأتي الوقائع بغير ما نشتهي، لتذكرنا أن منطقتنا منطقة حروب ونزاعات". ونقل عن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة دعوته إلى "عدم التوقف عند خطورة الحروب والانكباب على العمل من أجل تحسين الدولة من خلال تحقيق النهوض الاقتصادي والمالي وتعزيز القطاع السياحي والثقافي".

وقال الصمد: "نحن هنا من صيدا، جوهرة المتوسط، نؤكد أن الحياة تليق بهذه المدينة التي جعلت من الثقافة والفنون هوية لها،" مشيدًا بجهود لجنة المهرجانات، خاصة السيدة كاعين التي "عرفتها منذ 2018، وهي تعمل على تنظيم المهرجانات رغم الظروف الصعبة".

بدوره، أشاد محافظ الجنوب منصور ضو بجهود رئيسة اللجنة وأعضائها، واصفًا إياهن بـ"الفدائيين"، وقال: "منذ عام 2016 حملت اللجنة على عاتقها تنظيم مهرجانات كانت من أنجح الفعاليات في المدينة، ونحن نقدم لهم كامل الدعم". ودعا اللبنانيين والمغتربين إلى زيارة صيدا.

أما رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي فقال: "نطلق اليوم مهرجانات صيدا الدولية لنعيد زرع الفرح في قلوبنا، وتحريك العجلة الاقتصادية من خلال دعم السياحة، ولإعادة الحياة لأسواق المدينة القديمة وشوارعها ومقاهيها ومرافقها".

وأضاف: "هذه المهرجانات ليست محطة ترفيهية فقط، بل رسالة بأن صيدا قادرة رغم كل التحديات أن تثبت حضورها وتُظهر أفضل ما لديها من ثقافة وتنظيم".

وكان للفنان مارسيل خليفة كلمة وجدانية أكد فيها أن "الموسيقى رسالة بحد ذاتها." كما ألقت الإعلامية ماجدة داغر كلمة باسم الدكتورة هبة القواص، نقلت فيها تحياتها وأكدت على دور المعهد الوطني العالي للموسيقى ومشاركته في هذه الفعالية.

وفي ختام اللقاء، شكرت كاعين جميع الداعمين، مؤكدة أن المهرجان يهدف إلى "تعزيز المشهد الثقافي في المدينة، ودعم الحركة السياحية والاقتصادية".

وتُعد مهرجانات صيدا الدولية التي تُقام بدورتها السادسة من المحركات الاقتصادية الحيوية التي تسهم في تنشيط الحركة التجارية والسياحية في المدينة، إذ تجذب أعدادًا متزايدة من الزوار والمشاركين الذين ينعشون الأسواق المحلية، ويدعمون قطاعي الضيافة والفنادق والمطاعم. كما توفر هذه الفعاليات فرص عمل مؤقتة ومستدامة في مجالات التنظيم والخدمات، وتعزز من نشاط المبادرات الشبابية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق التنمية المستدامة. 

من هذا المنطلق، فإن دعم الفعاليات الثقافية والفنية لا يقتصر على إثراء الحياة الثقافية فحسب، بل يتعداه إلى تعزيز القدرات الاقتصادية وتحفيز التنمية الاجتماعية في المدينة، ما يجعل من الثقافة رافدًا أساسياً للنهوض الاقتصادي في ظل الظروف الراهنة.