أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — بيت زجاجي صغير بمساحة 72 مترًا مربعًا يعمل بالطاقة الشمسية في الجامعة الأميركية في بيروت يقود ثورة زراعية هادئة. يضم أول نظام زراعة مائية مؤتمت بالكامل في لبنان، يجمع بين الزراعة العمودية وتقنية الفيلم المغذي وأنظمة المزاريب.

مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد ندرة المياه، تواجه الزراعة التقليدية تحديات متزايدة، خصوصًا في دول الجنوب العالمي. تقدم الزراعة العمودية بديلًا أكثر كفاءة في استخدام الموارد، وفرصة للتكيف مع حالة عدم اليقين المناخي.

قال الأستاذ وليد الكيال، الذي طور المشروع مع فريقه في كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت: «تغير المناخ حقيقة واقعة. الزراعة العمودية، سواء كانت في الهواء الطلق أو ضمن بيئة محكمة التحكم، تمنحنا وسيلة للتكيف». وأضاف: «يمكننا زراعة الغذاء حتى في ظل ظروف بيئية معادية».

يقوم المشروع حاليًا بزراعة نحو 2300 نبتة، تشمل الريحان، الكيل، الخس، الجرجير، السبانخ الصغيرة، الفلفل الأخضر، الطماطم، والفراولة.

ويمول المشروع من قبل برنامج بريما التابع للاتحاد الأوروبي في إطار مبادرة بونيكس، ويعمل كمركز بحثي ونموذج إثبات مفهوم للزراعة في المناطق التي تواجه ضغوطًا بيئية واقتصادية.

قال الكيال: «المشروع لا يهدف فقط إلى زراعة أذكى، بل إلى تعميم أدوات الصمود في المناطق قليلة الموارد التي تفتقر إلى الإمكانات المالية لمواجهة تغير المناخ بشكل مباشر».

وصمم الكيال، الخبير الزراعي الذي يمتلك خبرات في فرنسا وكندا، المشروع حول ثلاثة أنظمة متقدمة: أبراج دوارة عمودية، أنابيب تقنية الفيلم المغذي، ومزاريب للمحاصيل المتسلقة مثل الطماطم والفراولة.

يخدم كل نظام غرضًا معينًا — فالأبراج الدوارة وتقنية الفيلم المغذي تناسب الخضراوات الورقية، بينما تناسب المزاريب المحاصيل المتسلقة.

رغم أن المشروع يعتمد على تقنيات متطورة تشمل نظام تحكم عبر تطبيق وألواح شمسية عددها 22، إلا أن الكيال يُشيد بالمرونة التي يتمتع بها النظام.