أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

لاهاي، هولندا (أخبار إنمائية) — انطلقت اليوم في لاهاي قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسط إجراءات أمنية مشددة وتصاعد متزايد في التوترات الجيوسياسية، حيص اجتمع ممثلو 45 دولة عضو لمناقشة قضايا استراتيجية محورية، منها الإنفاق الدفاعي، التهديدات الروسية للأمن الأوروبي، وتحديات الأمن الدولي الأوسع.

ترامب يدعو إلى تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي

وافتتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القمة بدعوة حثيثة لجميع دول الحلف إلى تخصيص ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي لإنفاق الدفاع، مما أثار ردود فعل متباينة من عدد من القادة الأوروبيين، حيث اعتبرتها دول مثل إسبانيا وسلوفاكيا هدفًا صعب التحقيق في ظل الضغوط الاقتصادية الوطنية.

وفي محاولة للتوصل إلى تسوية، طرح الأمين العام للناتو مارك روتي خطة معدلة تقضي بتخصيص 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي للميزانيات الدفاعية الأساسية، إضافة إلى 1.5% لتطوير القدرات العسكرية المتقدمة، بما يشمل الدفاع السيبراني وتوفير مخزون استراتيجي من الذخائر.

ورغم التباين في وجهات النظر، أكد روتي التزام الولايات المتحدة الراسخ تجاه الحلف، وأشار إلى ضرورة التكيف السريع مع التهديدات الجديدة المتصاعدة.

الناتو يخطو نحو تحديث شامل للقدرات العسكرية

علاوة على ملف التمويل، بحث قادة الناتو سبل تعزيز قدرات الحلف الدفاعية، حيث تم الإعلان عن خطط لتطوير منظومات الدفاع الصاروخي، والقدرات الجوية، والأمن السيبراني، وحماية البنى التحتية البحرية الحيوية.

ويتضمن البرنامج إنشاء مركز دفاع سيبراني متكامل للناتو، في إطار تبني "عقلية الحرب" التي تحدث عنها روتي، والتي تركز على تسريع وتيرة الاستعدادات والتأهب العسكري.

تهدف هذه الخطوات إلى تجهيز الحلف لمواجهة تحديات جيل جديد من النزاعات، التي قد تتضمن حروبًا سيبرانية، تهديدات هجينة، وهجمات تقليدية.

ترامب ينوّه بالضربة الأمريكية لإيران ومباحثات وقف إطلاق النار

سلط الرئيس ترامب الضوء على العمليات العسكرية الأمريكية الأخيرة في الشرق الأوسط، مؤكداً استهداف المنشآت النووية الإيرانية، ومعلنًا دوره في التوسط لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

وبالرغم من أن قضايا الشرق الأوسط لم تكن ضمن جدول الأعمال الرسمي، فقد نجح ترامب في جعلها محورًا للنقاش، معززًا بذلك مكانة الحلف في مواجهة التحديات الأمنية العالمية.

تحذير أوكراني في ظل تراجع الحضور

وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيراً قوياً قائلاً: "قد تشن روسيا هجوماً على دولة عضو في الناتو خلال خمس سنوات"، مطالباً بتسريع تسليم الأسلحة وفرض عقوبات أشد على موسكو.

ومع ذلك، شهدت القمة تراجعاً في حضور زيلينسكي، الذي استُبعد من الجلسة الرئيسية لقادة الحلف وحضر فقط عشاء العمل، في مؤشر على تغير الأولويات لدى بعض العواصم الغربية.

وفي مقابل ذلك، أكد روتي التزام الحلف بدعم أوكرانيا، معلناً عن تخصيص مساعدات مالية جديدة بقيمة 35 مليار يورو للعام المقبل.

يُشير هذا التراجع النسبي لحضور أوكرانيا إلى تحول جزئي في تركيز القمة نحو قضايا الشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن تختتم القمة ببيان موجز يعيد التأكيد على وحدة الحلف، وتعزيز الاستثمار في القدرات الدفاعية، والتمسك بالمادة الخامسة من معاهدة الناتو — المبدأ الأساسي للدفاع الجماعي — رغم استمرار وجود بعض التباينات في وجهات النظر.