بيروت (أخبار إنمائية) – أعرب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تسلا، سبيس إكس، ومنصة X، عن حماسه للدخول إلى سوق الاتصالات والإنترنت في لبنان، خلال مكالمة هاتفية أجراها هذا الأسبوع مع الرئيس جوزيف عون، وفقًا لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية.

وخلال الاتصال الهاتفي الذي جرى في 26 حزيران، عبّر ماسك عن اهتمامه بتوسيع أعمال شركاته في لبنان، لا سيّما في قطاعي الاتصالات والإنترنت. وقد ردّ الرئيس عون بإيجابية، مؤكّدًا استعداد لبنان لتوفير "جميع التسهيلات اللازمة ضمن الإطار القانوني والتنظيمي المعتمد في البلاد" لدعم مثل هذه الاستثمارات.

وفي ختام المكالمة، وجّه عون دعوة رسمية لماسك لزيارة بيروت. وقد شكر ماسك الرئيس على الدعوة، مشيرًا إلى أنه "سيفكر في زيارة في أقرب فرصة مناسبة".

لطالما سعى قطاع الاتصالات اللبناني إلى جذب استثمارات أجنبية في ظل أزمة اقتصادية مطوّلة. فقد أدت الانهيارات المالية المتتالية — والتي تسببت في فقدان شبه كامل لقيمة الليرة اللبنانية منذ أواخر عام 2019 — إلى تدهور كبير في البنية التحتية وخدمات الإنترنت. وفي هذا السياق، يمكن لدخول لاعب مثل ماسك إلى السوق أن يضخّ رأس المال والخبرة التقنية، خاصة من خلال مشروعه لخدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك"، الذي وسّع أعماله سابقًا إلى أسواق ناشئة مثل سريلانكا.

وأكد مصدر في القصر الجمهوري أن أي استثمار جديد يجب أن يستند إلى عملية تنظيمية شفافة، رغم عدم توفر تفاصيل بعد حول التراخيص المطلوبة أو المجالات التي قد تشملها هذه الشراكة.

ورغم أن اهتمام ماسك لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يشكّل فرصة فريدة للبنان، ويعكس أيضًا طموحه الأوسع لتوسيع شبكة "ستارلينك" إلى مناطق نامية غالبًا ما تغيب عن حسابات مزوّدي الخدمات التقليديين. وبالنسبة للبنان، الذي يعاني من تدهور اقتصادي وانقطاعات متكررة في الكهرباء، فإن تحسين الوصول إلى الإنترنت السريع قد يشكل دفعة استراتيجية مهمة.

ويبدو أن ماسك، الذي قاد مؤخرًا عملية جمع تمويل بالدين بقيمة 5 مليارات دولار لشركته الجديدة للذكاء الاصطناعي "xAI"، يسعى إلى تنويع استثماراته بما يتجاوز السيارات والصواريخ ومنصات التواصل الاجتماعي.

ويبقى السؤال ما إذا كانت هذه المحادثة رفيعة المستوى ستُترجم إلى استثمار فعلي، لكنها بالتأكيد تفتح الباب أمام عصر جديد من الابتكار في قطاع التكنولوجيا المتعثّر في لبنان.