أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — تشير أحدث البيانات الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي ومعهد ماكينزي للصحة إلى أن النساء حول العالم يعشن أطول فترة من حياتهنّ في حالة صحية متدنية بنسبة تفوق تلك التي يعانيها الرجال بنحو 25%، ما ينعكس في فقدان نحو 75 مليون سنة حياة صحية سنويًا على الصعيد العالمي.

ويتوقع التقرير أن معالجة هذه الفجوة الصحية الجندرية وإغلاقها بشكل جذري يمكن أن يُسهم في تعزيز الاقتصاد العالمي بما يزيد على تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2040، بما يوازي إضافة سبعة أيام صحية إضافية لكل امرأة سنويًا.

ويرجع التقرير هذا التفاوت الصحي إلى سنوات من التقصير في تمويل البحوث الطبية وتطوير العلاجات للأمراض الخاصة بالنساء أو التي تصيبهن بنسب أعلى، مثل انقطاع الطمث المبكر، والانتباذ البطاني الرحمي، والصداع النصفي المزمن، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، وهي أمراض تشكل نحو ثلث الفجوة الصحية وتوفر فرصًا اقتصادية تقدر بنحو 400 مليار دولار سنويًا.

وفي إطار التصدي لهذه التحديات، أُعلن عن تأسيس "التحالف العالمي لصحة المرأة"، بدعم من 42 جهة فاعلة وتعهدات مالية تصل إلى 55 مليون دولار، بهدف تنسيق الجهود متعددة القطاعات لإعادة هندسة منظومات الرعاية الصحية لضمان تقديم خدمات صحية متكافئة ومتكاملة للنساء عبر مختلف مراحل حياتهن.

كما يسلط التقرير الضوء على استمرار النظرة التقليدية الضيقة التي تحصر صحة المرأة في أبعادها الإنجابية فقط، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص والتعامل مع حالات مثل الانتباذ البطاني الرحمي وانقطاع الطمث المبكر، حيث يُهمل الأطباء أعراض النساء أو يُستخف بها، مما يفاقم معاناة الملايين.

ويؤكد التقرير أن الاستثمار في صحة المرأة لا يقتصر على كونه مطلبًا إنسانيًا وحقوقيًا، بل هو حجر الزاوية في استراتيجية اقتصادية مستدامة قادرة على دفع عجلة النمو وتحقيق مجتمع أكثر صحة وشمولية.