
نيو برونزويك، الولايات المتحدة (أخبار إنمائيّة) — رغم أن الصحة النفسية للأمهات تحظى غالبًا بالاهتمام الأكبر، تُظهر أبحاث جديدة أن للصحة النفسية للآباء تأثيرًا بالغًا على نمو الأطفال وسلوكهم. وتشير الدراسات إلى أن اكتئاب الأب، خاصة في الفترات التنموية الحرجة، يمكن أن يؤدي إلى تحديات سلوكية وعاطفية طويلة الأمد لدى الأبناء.
وفي دراسة قادتها كريستين شميتس من كلية الطب في جامعة روتجرز "روبرت وود جونسون"، ونُشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، جرى تحليل بيانات من دراسة "مستقبل العائلات ورفاه الطفل". وكشفت النتائج أن الأطفال الذين عانى آباؤهم من الاكتئاب خلال مرحلة انتقالهم إلى المدرسة الابتدائية كانوا أكثر عرضة لمشاكل سلوكية وضعف في المهارات الاجتماعية بحلول سن التاسعة. وقد سجل هؤلاء الأطفال معدلات أعلى بنسبة 25% في اختبارات المشاكل السلوكية مقارنةً بأقرانهم الذين لم يعانِ آباؤهم من الاكتئاب.
ولا يقتصر تأثير الصحة النفسية للأب على سنوات الطفولة المبكرة، إذ أظهرت أبحاث إضافية أن معاناة الآباء من اضطرابات نفسية قد تؤثر سلبًا على قدرة الأطفال على تنظيم مشاعرهم، وتكوين العلاقات الاجتماعية، وحتى أدائهم الدراسي. كما يرتفع لدى هؤلاء الأطفال خطر الإصابة بالقلق، والاكتئاب، والسلوكيات المضطربة.
ويشدد الخبراء على أهمية إدراك ومعالجة الصحة النفسية لدى الآباء، مشيرين إلى أن التدخل المبكر وتوفير الدعم يمكن أن يقلّلا من التأثيرات السلبية المحتملة على الأطفال. وتُعد مناقشة الصحة النفسية بشكل علني، وتوفير الموارد والمساندة النفسية للآباء، خطوات محورية لضمان رفاه الأسرة بأكملها.
ومع توسّع فهمنا لدور الصحة النفسية الوالدية، بات من الواضح أن الأمهات والآباء على حد سواء يؤثرون بشكل جوهري في نمو الأطفال ورفاههم. لذا، فإن دعم الصحة النفسية للآباء يُعد عنصرًا أساسيًا لبناء ديناميكيات أسرية صحية وتحقيق نتائج إيجابية في تنشئة الجيل القادم.