
بيروت، لبنان (أخبار إنمائيّة) – أظهرت أزمة النزوح الأخيرة في لبنان الحاجة الملحة إلى إدماج الرعاية النفسية ضمن المساعدات الإنسانية. فقد اضطر ما يقرب من مليون شخص لمغادرة منازلهم بسبب تصاعد العنف، ويؤكد الخبراء أن الدعم النفسي يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من الاستجابة منذ البداية.
تحدثت زينب شمّون، منسقة "يوميات النزوح في لبنان" ونازحة بنفسها، عن الأثر العاطفي العميق على النازحين. فقد فقد كثيرون أحبّاءهم ومنازلهم وروتين حياتهم وإحساسهم بالأمان، مما زاد من معاناتهم النفسية.
أنشأت منظمات إنسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر برامج صحة نفسية مجتمعية، تشمل مجموعات دعم، وتدريب متطوعين لمساعدة أقرانهم، وخطوط ساخنة لتقديم الدعم النفسي خلال الأزمة.
يحذر الخبراء من أن الفئات المهمشة — بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقات، والمجتمعات المثلية، واللاجئين السوريين والفلسطينيين — تواجه عوائق إضافية في الحصول على الرعاية النفسية المناسبة. وأشارت جاسمين ليليان دياب، مديرة معهد دراسات الهجرة في الجامعة الأمريكية اللبنانية، إلى أن هذه التحديات تزيد من هشاشة هذه الفئات.
كما وُجّهت انتقادات للتأخير وسوء التنسيق في جهود المساعدة. وقالت سارة موعد، مسؤولة حماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي في مجلس اللاجئين الدانمركي في لبنان، إن تأخر الخدمات النفسية زاد من معاناة النازحين، داعية إلى تخطيط أفضل وتقديم مساعدات أسرع في الأزمات المستقبلية.
وفي اجتماع حديث، عرض الخبراء توصيات لتحسين خدمات الصحة النفسية للنازحين، منها بدء الدعم النفسي مبكرًا، واستخدام برامج مجتمعية وقائمة على الدعم بين الأقران، وضمان وصول جميع الفئات إلى المساعدة، وتعزيز التنسيق بين وكالات الإغاثة.
مع استمرار لبنان في مواجهة أزمة النزوح، يصبح التركيز على الصحة النفسية أمرًا أساسيًا. فهو يساعد الأفراد على التعافي ويقوّي صمود المجتمعات في أوقات الشدّة.