
بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — يواجه البالغون من ذوي الاحتياجات الخاصة تحديات كبيرة تتطلب رعاية متخصصة تراعي تفاصيل حياتهم اليومية، وقدراتهم الذهنية والجسدية.
ففي حين تقدم العائلات ومراكز الرعاية الدعم خلال مرحلة الطفولة، تظهر تحديات جديدة مع بلوغهم سن الرشد. وتتسع الفجوة بين الخدمات المتوفرة واحتياجاتهم المتزايدة، لا سيما في مجالات التدريب المهني والعيش المستقل، مما يطرح تساؤلات ملحة بشأن مستقبلهم.
في لبنان، تندر المؤسسات القادرة على دعم هذه الفئة من البالغين، إذ يظل كثير منهم يعتمدون على رعاية الأسرة ومعزولين عن المجتمع. وعلى الصعيد العالمي، بدأ الوعي بحقوق البالغين من ذوي الإعاقات في التعليم والعمل يتعزز خلال العقد الماضي، مع تأكيد أهمية إدماجهم الاجتماعي.
وقد أثارت جمعية "أوبن مايندز" اللبنانية هذه القضية من خلال حملتها "لنتحدث عن الغد"، حيث تعاونت مع منظمات وجامعات أخرى لطرح تساؤلات حاسمة: ما هو المستقبل المنتظر لهؤلاء البالغين؟ هل يمكنهم تحقيق الاستقلالية أو الاندماج في سوق العمل؟ وهل سيستمر المجتمع في معاملتهم كأطفال دائمين متجاهلاً إمكاناتهم؟
وأوضحت نائبة رئيس الجمعية ريما فضول أن الخدمات المتاحة في لبنان تقتصر على عدد محدود من البرامج التي تقدم تدريباً أكاديمياً ومهنياً في مجالات مثل الزراعة والطهي والضيافة وتصميم الجرافيك.
إلى جانب التدريب، هناك حاجة ماسة لخيارات سكنية مستقلة، توفر بيئة آمنة مع دعم مهني، خصوصاً في حال عدم قدرة الأسر على تقديم الرعاية. ورغم وجود مجتمعات انتقالية من هذا النوع في دول أخرى، إلا أنها نادرة في لبنان.
ويظل التمويل عقبة رئيسية، حيث الدعم الحكومي محدود ومتقطع بسبب الأزمة المالية التي يمر بها البلد. تحاول الجمعيات المدنية سد هذه الفجوة، لكنها تواجه صعوبات في تأمين تمويل مستدام. ومن دون جهود منسقة، يبقى طريق الاستقلالية لكثير من البالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة غير واضح.


