
بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — شهد البحر الأبيض المتوسط موجة حر بحرية غير مسبوقة خلال شهر حزيران، حيث وصلت درجات حرارة سطح المياه إلى 26.0 درجة مئوية في 29 حزيران، بحسب بيانات برنامج كوبرنيكوس ومصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية، أي أعلى بحوالي 3 درجات مئوية عن المعدلات الموسمية، و5 درجات مئوية في بعض مناطق الحوض الغربي قرب إسبانيا وإيطاليا.
وقد سُجّلت هذه الظاهرة الحرارية في وقت أبكر من المعتاد — إذ تبلغ درجات الحرارة ذروتها عادة في آب — ما يجعل حزيران هذا العام الأكثر سخونة على الإطلاق في المنطقة.
وتحذر الأوساط العلمية من أن هذه الزيادة الحادة في درجات حرارة المياه تهدد النظم البيئية البحرية: فالكائنات التي لا يمكنها التكيّف مع هذه الظروف تواجه خطر الانقراض أو اضطرابات في التكاثر. يُعدّ البحر المتوسط أحد أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ، وتحذر الأبحاث من أنه قد يتعرض لتحول دائم في حال استمرار هذه الموجات الحرارية الطويلة الأمد.
وتؤثر المياه الدافئة أيضًا على المناطق الساحلية حيث ترفع درجات حرارة الهواء، وتزيد من نسبة الرطوبة، وتقوّي العواصف، وتفاقم من مخاطر الجفاف والحرائق على اليابسة. وسُجّلت درجات حرارة سطحية بلغت 30 إلى 31 درجة مئوية قرب كورسيكا وفيلفرانش في أوائل تموز.
إنّ هذه الموجة الحرارية البحرية الاستثنائية ليست مجرد شذوذ مناخي بل جرس إنذار لضرورة تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ.
وتدعو الحكومات والخبراء البيئيون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز حماية النظم البحرية، ووضع استراتيجيات تكيف لحماية البيئة البحرية والمجتمعات الساحلية الضعيفة.