أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — في ظل التحولات المناخية المتسارعة التي يعاني منها لبنان، لا تتوقف تداعيات الأزمة عند نقص المياه أو تقلبات الطقس الحادة، بل تمتد لتطال صحة الإنسان بشكل مباشر عبر تصاعد معدلات الأمراض التنفسية التحسسية. فارتفاع درجات الحرارة وتبدلات المناخ غير المنتظمة تُطيل موسم تلقيح النباتات، وتُعزز وجود الغبار المعلق في الهواء، مما يُفاقم من تدهور جودة الأجواء، ويُسهم في زيادة حالات الربو والتهابات الجيوب الأنفية في مناطق مثل سهل البقاع.

تشير الملاحظات الطبية في المناطق الزراعية المكتظة بالأشجار والحشائش إلى تصاعد ملحوظ في أمراض التحسس الموسمي، لا سيما بين الأطفال وكبار السن، الذين يعانون من تداعيات هذه التغيرات البيئية بشكل أشد.

ويرى الخبراء في مجال المناخ أن ارتفاع درجات الحرارة يمدد موسم نمو النباتات، ما يؤدي إلى زيادة إطلاق حبوب اللقاح في الجو، فيما يفاقم الجفاف والتصحر، خصوصًا على الحدود الشرقية، من وتيرة العواصف الترابية الحاملة لجزيئات دقيقة تصل إلى أعماق الرئتين.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن ظاهرة الأمراض التنفسية المرتبطة بالمناخ أصبحت تهديدًا متزايدًا في منطقة شرق المتوسط، مع تداعيات واضحة على لبنان. فعلى الرغم من تدهور جودة الهواء في المدن الكبرى كبيروت، فإن المناطق الريفية تعاني من هشاشة إضافية نتيجة الغبار المتطاير ونقص الموارد الصحية الضرورية كالاستنشاقيات وأدوية الحساسية.

وفي ظل غياب استراتيجية وطنية شاملة للتعامل مع هذه التحديات، يدعو الأطباء وخبراء الصحة العامة إلى ضرورة اعتماد خطة متكاملة لمواجهة الحساسية والربو، تنسجم مع الواقع المناخي والصحي المتغير في البلاد.