أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

كاليفورنيا، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — تستعد منصة تيك توك لإطلاق تطبيق منفصل ومُخصص حصريًا للمستخدمين في الولايات المتحدة، يعتمد على خوارزمية ونظام بيانات مستقلين تمامًا عن النسخة العالمية. يأتي هذا التطور في إطار جهود تمهيدية محتملة لبيع عمليات تيك توك داخل السوق الأميركية، وهو المشروع الذي يحظى بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

على مدار الأشهر الماضية، خضعت الشركة لضغوط زمنية مكثفة لتطوير هذا الإصدار الأميركي من خلال إعادة نقل وتجميع شفرة التطبيق، ونماذج الذكاء الاصطناعي، والميزات، وبيانات المستخدمين من المنصة العالمية إلى بنية تقنية منفصلة.

يحمل المشروع الاسم الرمزي الداخلي "M2"، ويُحدد له موعد نهائي في أيلول المقبل، وقد يمثل أكبر فصل تقني في تاريخ عمليات تيك توك بين السوق الأميركية والأسواق الدولية. ومن المتوقع أن يؤثر هذا التحول على نحو 170 مليون مستخدم أميركي، مما سيحدث تغييرات جذرية في طريقة استهلاك المحتوى وآليات تحقيق الدخل للمبدعين خارج الولايات المتحدة.

سيعمل التطبيق الجديد بشكل مستقل تمامًا، على غرار "دوين"، النسخة الصينية من تيك توك، ولن يكون متاحًا في متاجر التطبيقات خارج الولايات المتحدة.

في حين يُتوقع أن تنتقل بعض المحتويات الحالية إلى التطبيق الجديد، لا يزال مدى دمج المحتوى العالمي الجديد في النسخة الأميركية غير واضح، إذ ستعتمد خوارزمية التوصية في التطبيق الأميركي على بيانات المستخدمين الأميركيين فقط، مما يعني أن المحتوى المُوصى به سيكون محصورًا في الغالب ضمن الإطار المحلي.

تأتي هذه الجهود ضمن سعي "بايت دانس"، الشركة الأم الصينية، لتفادي حظر محتمل في الولايات المتحدة بعد أن أقر الكونغرس الأميركي في 2024 قانونًا يلزم الشركة بالتخلي عن عمليات تيك توك الأميركية بحلول 19 كانون الثاني، مستندًا إلى مخاوف أمنية تتعلق بحماية البيانات.

تشير السلطات الأميركية إلى أن ملكية "بايت دانس" الصينية قد تُتيح للحكومة في بكين الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، أو توظيف التطبيق في عمليات نفوذ وتأثير على الساحة السياسية الأميركية.

وبعد انقضاء المهلة المقررة في كانون الثاني، قامت تيك توك بنقل بيانات المستخدمين غير الأميركيين من مراكز البيانات الأميركية التي تديرها شركة أوراكل، مع الاحتفاظ ببيانات المستخدمين الأميركيين فقط داخل الولايات المتحدة، وهو ما مهّد الطريق لفصل الأعمال الأميركية عن نظيرتها العالمية.

كما أن الشركة عملت منذ العام الماضي على فصل شفرة البرمجيات المسؤولة عن تشغيل خوارزمية التوصية الأساسية، بحيث تُدار التكنولوجيا والتطوير في السوق الأميركية بمعزل عن الفريق العالمي، رغم احتمال استمرار بعض موظفي "بايت دانس" في دعم عمليات تيك توك الأميركية بصفة متعاقدين.

يُعبر بعض العاملين عن مخاوفهم من أن الخوارزمية الأميركية قد تفقد جزءًا من فعاليتها وديناميكيتها في ظل غياب الاستفادة من الخبرات الهندسية والتقنية العالمية لـ"بايت دانس".

في حال إتمام الصفقة، ستُنشأ شركة أميركية جديدة، يُتوقع أن تضم مجموعة من المستثمرين، من بينهم المساهمون الحاليون في "بايت دانس" مثل "سوسكيهانا إنترناشيونال غروب"، و"جنرال أتلانتيك"، و"كيه كيه آر"، إلى جانب مستثمرين جدد مثل "بلاكستون"، و"أندريسين هورويتز"، وشركة "أوراكل".

مع ذلك، لم تصدر بعد الموافقة الرسمية من بكين على نقل خوارزمية التوصية، التي تُعتبر أحد الأصول التقنية الأكثر قيمة لدى تيك توك، لا سيما مع قواعد تصدير صارمة فرضتها الصين منذ 2020 لضبط تصدير مثل هذه التقنيات المتقدمة.

خلال المفاوضات السابقة عام 2020، رفضت إدارة تيك توك فكرة فصل عملياتها الأميركية، معتبرة أن ذلك سيكون ضارًا بالمستخدمين وبالهيكل الشبكي العالمي.

تأتي المباحثات الحالية ضمن إطار أوسع لمفاوضات التجارة والسياسة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلن ترامب مؤخرًا عزمه استئناف المحادثات مع بكين حول صفقة تيك توك، قائلاً: "أعتقد أن الصفقة مفيدة لكل من الصين ولنا أيضًا"، معربًا عن تشككه في احتمالية موافقة الصين على ذلك.