أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

بيروت، لبنان (أخبار إنمائية) — في لبنان اليوم، لا تظهر حالات سوء التغذية دائماً على شكل جوعٍ مفرط. بل غالباً ما تتجلى في طفل يقتصر نظامه الغذائي على الخبز والشاي ثلاث مرات يومياً، أو امرأة حامل تحجم عن تناول البروتين نظراً لارتفاع تكلفة اللحوم التي أصبحت في متناول قليلين فقط. إن سوء التغذية في لبنان بات يرتبط بشكل متزايد بنقص العناصر الغذائية الضرورية في الحمية، لا بانعدام الطعام بشكل كامل.

وفق برنامج الغذاء العالمي، عانى أكثر من 1.8 مليون شخص في لبنان من انعدام الأمن الغذائي خلال عام 2024. وينبه خبراء التغذية إلى أن نقص الفيتامينات والبروتينات في تزايد حتى بين الأسر التي تستطيع توفير وجبات يومية، لا سيما في المناطق الفقيرة مثل عكار، طرابلس، وأجزاء من سهل البقاع.

ولا يقتصر التحدي على الجوع بحد ذاته، بل يشمل تدني جودة الغذاء المتاح. تفيد التقارير بأن العديد من العائلات تعتمد بشكل كبير على الكربوهيدرات المدعومة مثل الأرز الأبيض، المعكرونة، والخبز نظراً لانخفاض تكلفتها وشعورها بالشبع. في المقابل، أصبحت الخضروات الطازجة ومنتجات الألبان واللحوم بعيدة المنال، حيث تجاوز سعر كيلو الدجاج أحياناً الأجر اليومي للعديد من العمال.

تدعو المنظمات الإنسانية إلى إعادة النظر في استراتيجيات تقديم المساعدات الغذائية، مؤكدة على ضرورة توفير البروتينات والعناصر الدقيقة الأساسية إلى جانب السعرات الحرارية فقط. كما تأثرت برامج التغذية المدرسية بشكل كبير جراء تقليص الميزانيات، مما أدى إلى حرمان العديد من الأطفال من مصادر غذائية حيوية خلال ساعات الدراسة.

مع تفاقم الفقر، يواجه لبنان أزمة سوء تغذية صامتة تهدد بالتأثير على النمو البدني والذهني لجيل كامل، الأمر الذي يستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الظاهرة المتفاقمة.