
واشنطن، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — كشف كبير مسؤولي العمليات التجارية في شركة مايكروسوفت، جادسون ألثوف، هذا الأسبوع أن أدوات الذكاء الاصطناعي تعزز الإنتاجية بشكل كبير عبر أقسام المبيعات وخدمة العملاء والهندسة البرمجية، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وخلال عرض تقديمي داخلي، قال ألثوف إن تقنيات الذكاء الاصطناعي مكنت الشركة من توفير أكثر من 500 مليون دولار في مراكز الاتصال خلال عام 2024 وحده. وقد جاءت هذه الوفورات نتيجة الأتمتة وتحسين الكفاءة، خاصة في التعامل مع استفسارات العملاء البسيطة، مما أدى إلى ارتفاع رضا الموظفين والعملاء على حد سواء.
بعيدًا عن خدمة العملاء، تُستخدم أداة “Copilot” المدعومة بالذكاء الاصطناعي داخل الشركة لتسريع تطوير البرمجيات، حيث تنتج نحو 35% من الشيفرات البرمجية الجديدة. أما في قطاع المبيعات، فقد ساعدت على رفع الإيرادات بنسبة 9% تقريبًا، من خلال تسريع عمليات اكتشاف الفرص وإغلاق الصفقات.
لكن هذه الأرقام الإيجابية ترافقت مع موجة من تسريحات الموظفين. فقد قامت مايكروسوفت بتسريح نحو 15 ألف موظف هذا العام – أي ما يعادل 4% من قوتها العاملة العالمية – بما في ذلك حوالي 9,000 موظف في الجولة الأخيرة وحدها. وبينما صرّح المستشار العام للشركة بأن الذكاء الاصطناعي لم يكن المحرك الأساسي للتسريحات، يشير مراقبون إلى أن الوفورات المباشرة الناتجة عن الأتمتة ربما لعبت دورًا كبيرًا في قرارات خفض التكاليف.
إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي في الوقت نفسه الذي يشهد تسريح آلاف الموظفين يثير تساؤلات أخلاقية حقيقية. هل نعيش لحظة تصبح فيها "الفعالية" مبررًا لإزاحة البشر من المعادلة؟ وهل هذه الوفورات تبرّر فقدان الوظائف التي تمثل مصدر رزق للكثيرين؟

