
لندن، المملكة المتحدة — في خطوة مبتكرة تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الحماية من أشعة الشمس، أثار غلاف هاتف ذكي جديد جدلاً واسعًا بسبب تصميمه الذي يحاكي الجلد البشري بكل تفاصيله، حتى أنه يتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية ويتحول إلى اللون الأحمر كما يحدث مع البشرة عند التعرض للحروق الشمسية.
ويحمل هذا الغلاف اسم "سكين كيس" (Skincase)، وهو نتاج تعاون بين الباحث الفرنسي مارك تيسيه، ومؤسسة الجلد البريطانية، وشركة الاتصالات O2.
ومُصمَّم الغلاف بطريقة تُشعر المستخدم بملمس الجلد وحساسيته، إذ يتيح له رؤية وتأمل تأثيرات الشمس على سطح الهاتف، مما يعمل كتذكير مباشر وملموس بأهمية استخدام واقي الشمس والوقاية من أضرار التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية.
في تصريحات له، قال تيسيه: "هواتفنا أجهزة لا نتوقع أن تتغير أو تتفاعل بطريقة إنسانية، لكن عبر خلق استجابة محسوسة وملموسة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية، يعزز سكين كيس الوعي بأهمية السلامة من الشمس ويؤكد على أن حماية البشرة أولوية لا غنى عنها".
وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعًا ملموسًا في درجات الحرارة وزيادة معدلات الإصابة بسرطان الجلد، حيث تؤكد الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية أن واحدًا من بين كل خمسة أمريكيين سيُصاب بسرطان الجلد قبل بلوغه السبعين من العمر. ورغم ذلك، لا تزال نسبة الالتزام باستخدام واقي الشمس منخفضة، وفقًا لدراسات عدة، منها مسح وطني أظهر أن 12.3% فقط من الرجال و29% من النساء يضعون الواقي عند التواجد في الخارج لأكثر من ساعة في الأيام المشمسة.
وأظهرت بيانات حديثة أن نحو 27% من المشاركين يستخدمون واقي الشمس فقط عند تذكيرهم من قبل الآخرين، وتزداد هذه النسبة إلى 37% بين جيل الشباب "الجيل زد". في حين أن 14% من الفئة العمرية تحت 25 عامًا يعتقدون خطأً أن استخدام الواقي يوميًا قد يكون أكثر ضررًا من التعرض المباشر للشمس.
وبينما قد تبدو فكرة "سكين كيس" غريبة أو حتى مثيرة للدهشة، إلا أنها تمثل محاولة فريدة لاستثمار التكنولوجيا الحديثة في تعزيز عادات صحية مهمة.
وليس هذا هو المشروع الأول لتيسيه في مجال تقنيات المحاكاة الجلدية، إذ سبق له في 2019 تطوير غلاف هاتف يتميز بملمس جلدي يمكن التفاعل معه عبر اللمس، بما في ذلك القرص والمداعبة، مواصلاً بذلك دفع حدود التفاعل بين الإنسان والجهاز، ومشجعًا على تبني سلوكيات أكثر وعيًا وصحة.