أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

بكين، الصين (أخبار إنمائية) — يجتمع اليوم قادة الاتحاد الأوروبي والصين في بكين لعقد القمة الخامسة والعشرين، في ظل تصاعد حاد للتوترات المتعلقة بالتجارة، والأزمة الأوكرانية، والقضايا الدولية، ما يعكس تحديات جسيمة على مدى خمسين عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.

وكان من المقرر أن تستمر القمة يومين، إلا أن بكين طلبت اختصارها إلى يوم واحد، في مؤشر على تعقيد المشهد السياسي الراهن. وصل المسؤولون الأوروبيون حاملين مطالب صارمة ترتكز على إعادة التوازن التجاري، وتحسين الوصول إلى الأسواق، والضغط على الصين لدور فاعل في إنهاء الحرب في أوكرانيا، في مقابل دعوات صينية متكررة لضبط النفس وتعزيز التعاون المتبادل.

وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على الفائض التجاري الصيني الضخم مع الاتحاد الأوروبي، الذي بلغ نحو 306 مليارات يورو، مطالبين بإجراءات عملية وحقيقية لمعالجة الدعم الحكومي غير العادل، وقيود التصدير المفروضة على المعادن الأرضية النادرة، والقيود على دخول الشركات الأوروبية إلى السوق الصينية.

في المقابل، حذر الرئيس الصيني شي جينبينغ من مخاطر "الانفصال الاقتصادي" وناشد الاتحاد الأوروبي الحفاظ على انفتاح الأسواق، مرفضاً تحميل الصين مسؤولية التحديات الاقتصادية التي تواجه أوروبا.

كما شكلت الحرب في أوكرانيا محوراً أساسياً في المباحثات، حيث طالبت القيادات الأوروبية بكين باستخدام نفوذها على موسكو للدفع بجهود السلام، إلا أن الصين أبقت على موقفها المحايد، مؤكدة أن أزمات أوروبا لا تعود إليها.

ورغم هذه الخلافات، أصدر الجانبان بياناً مشتركاً حول تغير المناخ، جددا فيه التزامهما باتفاق باريس، وتعهدا بالتعاون في مجالات خفض انبعاثات الميثان، وحماية التنوع البيولوجي، ومكافحة التلوث البلاستيكي.

وعكست القمة واقع العلاقات المعقدة بين الاتحاد الأوروبي والصين في ظل تصاعد المنافسة العالمية، لا سيما مع تقارب العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتصاعد التنافس بين واشنطن وبكين.

ومن المتوقع أن تعقد فون دير لاين مؤتمراً صحفياً لتقييم نتائج القمة، فيما ستتابع الاجتماعات مع رئيس وزراء الصين لي تشيانغ لتناول القضايا الاقتصادية والبيئية.

واختتم اللقاء بوصفه خطوة حذرة لإعادة ضبط العلاقات، دون تحقيق اختراقات جوهرية، ما يعكس استمرار التوترات العميقة في ملفات التجارة والجيوسياسة بين الطرفين.