
كامشاتكا، روسيا (أخبار إنمائية) – ضرب زلزال قوي بقوة 8.8 درجات مقياس ريختر السواحل الشرقية لروسيا فجر يوم الأربعاء، بالقرب من شبه جزيرة كامشاتكا، المنطقة النائية في أقصى شرق البلاد.
وأثار الزلزال العنيف سلسلة تحذيرات عاجلة من موجات تسونامي امتدت عبر كامل المحيط الهادئ، حيث اتخذت السلطات في روسيا (ساحل كامشاتكا)، واليابان، والولايات المتحدة الأميركية — بما في ذلك هاواي وأجزاء من ألاسكا والسواحل الغربية لكاليفورنيا وأوريغون وواشنطن — بالإضافة إلى مناطق واسعة أخرى مثل غوام، الفلبين، تايوان، إندونيسيا، تشيلي، الإكوادور، ونيوزيلندا، إجراءات إخلاء طارئة للمناطق الساحلية، داعية السكان إلى التحرك الفوري نحو مناطق مرتفعة وآمنة.
الأمواج تضرب الشواطئ دون تسجيل أضرار جسيمة حتى الآن
وشهد الساحل الروسي وصول موجات تسونامي ارتفعت حتى أربعة أمتار (حوالي 13 قدمًا). وفي اليابان، وصلت موجات أقل ارتفاعًا إلى جزيرة هوكايدو، كما سجلت موجات مشابهة في ألاسكا.
وفي هاواي، دوت صافرات الإنذار صباحًا، في أول تفعيل للنظام منذ أكثر من عقد من الزمن. وأغلقت المدارس، وطلب من السكان الابتعاد عن السواحل. ولحسن الحظ، بقيت الأمواج عند مستويات متواضعة دون أن تتسبب بأضرار بالغة.
الاستجابة الطارئة في روسيا
باشرت فرق الطوارئ الروسية إجلاء السكان من المدن والقرى الساحلية تحسبًا لوصول موجات التسونامي، كما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في المناطق المتضررة.
وتم تسجيل أضرار في البنية التحتية، من انقطاع للتيار الكهربائي وانقطاعات في خطوط الاتصالات استمرت لساعات، إلى جانب أضرار طفيفة في الطرق والمباني. وحتى اللحظة، لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا أو إصابات خطيرة.
وأشارت عالمة الزلازل الروسية آنا كيسيليفا أن هذه الزلزال "يعد من أقوى الهزات التي شهدتها المنطقة خلال سنوات عديدة. ونتوقع المزيد من الهزات الارتدادية، لذا يجب على السكان البقاء في حالة تأهب".
أسباب الزلزال وتاريخه الجيولوجي
تقع كامشاتكا ضمن حلقة النار في المحيط الهادئ، المنطقة المعروفة بنشاطها الزلزالي والبراكيني المكثف، وتحديدًا على منطقة تصادم الصفائح التكتونية التي تشهد بانتظام زلازل قوية تتراوح بين 7.4 و9 درجات.
من الكوارث الطبيعية التي ضربت المنطقة كان زلزال عام 1952 بقوة 9 درجات في منطقة سيفيرو-كوريلسك، الذي أثار موجات تسونامي عملاقة ارتفعت حتى 18 مترًا، وأسفر عن وفاة أكثر من 2300 شخص.
وفي عام 2006، ضرب زلزال عنيف بقوة 8.3 درجات جزر كوريل، وأحدث موجات تسونامي وصل ارتفاعها إلى 22 مترًا تقريبًا، وتسببت في إصابة نحو 40 شخصًا، دون تسجيل وفيات.
وبفضل التطورات في أنظمة الإنذار المبكر وخطط الاستجابة، تمكنت السلطات من تقليل حجم الأضرار والمخاطر الناجمة عن الزلزال الأخير.
التوقعات المستقبلية
ويحذر الخبراء من احتمال استمرار حدوث موجات تسونامي وهزات ارتدادية خلال الساعات والأيام القادمة، في حين بقاء المناطق الساحلية الروسية مغلقة حتى إشعار آخر.
وقد أصدر الرئيس فلاديمير بوتين توجيهاته بتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة للمنطقة، فيما تتعاون فرق الطوارئ والجيش لضمان سلامة السكان وإعادة بناء ما تضرر.