أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — أطلقت شركة OpenAI ميزة جديدة في تطبيق ChatGPT تُعرف باسم وضع الدراسة (Study Mode)، تهدف إلى إحداث تحول في أساليب التعليم من خلال تقديم دعم شخصي ومنهجي للطلاب في أداء الواجبات المنزلية، التحضير للامتحانات، وفهم المواضيع المعقدة.

وعلى عكس الأدوات التي تكتفي بتقديم الإجابات، يقوم وضع الدراسة بتوجيه الطلاب خلال عملية التعلم عبر أسئلة تفاعلية، دروس مخصصة، واختبارات تُعزز الفهم العميق للمادة.

ما هو "وضع الدراسة"؟

يوفر وضع الدراسة جلسات تعليمية مصمّمة حسب مستوى الطالب وأهدافه التعليمية، ويعتمد على تقنيات تربوية مثل الأسئلة السقراطية، التلميحات، ومحفزات التفكير الذاتي لتحفيز المشاركة النشطة.

ويُقسّم المحتوى إلى فقرات واضحة وسلسة، ما يساعد في تبسيط المفاهيم المعقدة وتجنّب الإرهاق المعرفي.

كما يتضمن اختبارات قصيرة ومراجعة مخصصة، تُساهم في تعزيز استيعاب المعلومات والقدرة على تطبيقها في سياقات جديدة. ويمكن للمستخدمين تشغيل أو إيقاف وضع الدراسة في أي وقت أثناء المحادثة حسب الحاجة.

وإلى جانب ذلك، يُمكن لوضع الدراسة توليد ملاحظات ومساعدة الطلاب على التحضير للامتحانات، مما يجعله بمثابة معلّم شخصي متوفّر على مدار الساعة.

تأثير عالمي محتمل على التعليم

يوفر وضع الدراسة نموذجاً تعليمياً قابلاً للتوسع وشديد التخصيص، وهو ما يجعله مفيداً للغاية في البيئات التي تعاني من نقص في الموارد التعليمية أو عدم توافر خدمات الدعم الفردي.

ويمكن للمعلمين استخدامه لتعزيز الدروس الصفية، متابعة تقدّم الطلبة، وتنمية مهارات التفكير النقدي لديهم.

وقال روبي تورني، المدير الأول لبرامج الذكاء الاصطناعي في منظمة Common Sense Media: "حتى في عصر الذكاء الاصطناعي، لا تزال أفضل أشكال التعلم تحدث عندما يكون الطلاب متحمسين ومتفاعلين مع المحتوى التعليمي".

أهمية خاصة للبنان والعالم العربي

في لبنان والمنطقة العربية، يمكن أن يمثل وضع الدراسة نقلة نوعية حقيقية. فالعديد من المؤسسات التعليمية تعاني من تحديات مثل كثافة الصفوف، محدودية الموارد، وتفاوت في فرص الحصول على تعليم نوعي.

ومع تزايد انتشار الإنترنت واعتماد التقنيات الحديثة، باتت الأدوات التعليمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على تلبية احتياجات الطلاب، خاصة إذا تم تكييفها لتشمل اللغة العربية والمناهج المحلية.

ويمكن للمدرّسين في لبنان الاستفادة من وضع الدراسة كوسيلة داعمة تعزز من جودة التعليم، وتساعد الطلاب على الاستعداد للامتحانات الرسمية والدولية. كما يعزّز مهارات التفكير النقدي والتقييم الذاتي، وهي عناصر أساسية للنجاح الأكاديمي في المدى البعيد.

وتعمل OpenAI على تطوير الميزة بإضافة أدوات جديدة مثل الرسوم التوضيحية للموضوعات المعقّدة، تتبّع الأهداف، ومراقبة التقدّم عبر جلسات متعددة.

كما تتعاون الشركة مع مؤسسات بحثية مثل مبادرة SCALE في جامعة ستانفورد لدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على نتائج التعلم في مختلف السياقات التعليمية.

ومع هذه التطورات، يبدو أن وضع الدراسة سيكون أداة تعليمية قوية يمكن أن تُحدث فرقاً حقيقياً في تحسين جودة التعليم وإتاحة فرص تعلم أكثر إنصافاً للطلاب والمعلمين في لبنان، العالم العربي، وسائر أنحاء العالم.