
سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة (أخبار إنمائية) — أصبح بإمكان الإصدار الأحدث من "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي" تنفيذ المهام عبر الإنترنت نيابةً عن المستخدمين، بما في ذلك تجاوز بعض أنظمة التحقق المصممة للتمييز بين البشر والروبوتات.
ويتوفّر هذا الإصدار المتقدّم من روبوت المحادثة حاليًا لمشتركي خطط "برو"، و"بلس"، و"تيم"، وقد أظهر قدرته على تصفّح المواقع، وملء النماذج، وتنفيذ مهام مثل حجز المواعيد وعمليات الشراء عبر الإنترنت.
وتصف "أوبن إيه آي" هذا التطور الجديد في الذكاء الاصطناعي، الذي يُعرف باسم "الذكاء العامل" (Agentic AI)، بأنه "تطور طبيعي" لتقنية روبوتات المحادثة، حيث يمكّن "تشات جي بي تي" من إتمام المهام الرقمية المعقّدة بشكل مستقل، من بدايتها حتى نهايتها.
وقد أشار بعض المستخدمين الأوائل ممن اختبروا هذه القدرات إلى أن "تشات جي بي تي" تمكّن من تجاوز أدوات الكشف عن الروبوتات، بما في ذلك أنظمة الحماية التي تستخدمها "كلاودفلير" — إحدى أبرز الشركات التي تعتمدها المواقع لحماية نفسها من الزيارات الآلية.
وفي منشور على موقع "ريديت"، شارك أحد المستخدمين كيف استطاع الروبوت تجاوز نظام التحقق، حيث قال: "سأضغط على مربع 'تحقق أنك إنسان' لإكمال التحقق على منصة كلاودفلير. هذه الخطوة ضرورية لإثبات أنني لست روبوتًا وللمتابعة في تنفيذ المهمة".
ويُعد هذا النوع من صناديق التحقق من أبسط أشكال الفلاتر ضد النشاط الآلي، فيما تستخدم بعض المواقع اختبارات أكثر تعقيدًا مثل "كابتشا" (CAPTCHA) كخيار احتياطي. ومع ذلك، قد تدفع هذه التطورات الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجيات الحماية الخاصة بها.
ووفقًا لما أعلنته "أوبن إيه آي"، أصبح "تشات جي بي تي" قادرًا على تصفح الإنترنت بذكاء، وتصفية نتائج البحث، وتنبيه المستخدم لتسجيل الدخول بشكل آمن عند الحاجة، بالإضافة إلى تنفيذ التعليمات البرمجية، وإعداد عروض تقديمية أو جداول بيانات قابلة للتعديل تلخّص النتائج التي يتوصل إليها.
وقالت الشركة في بيان نُشر على مدونتها: "بات بإمكان تشات جي بي تي الآن العمل نيابة عنك من خلال جهازه الخاص، حيث يتولى تنفيذ المهام المعقّدة من البداية إلى النهاية."
ويمثل هذا التطوير أول مرة يتمكن فيها "تشات جي بي تي" من اتخاذ إجراءات مباشرة عبر الويب، في خطوة تأتي بعد إطلاق أدوات مشابهة من شركات صينية مثل "مانوس".
وفي حين أقرت "أوبن إيه آي" بأن منح الروبوت هذه الدرجة من الاستقلالية ينطوي على مخاطر إضافية، أكدت أنها عززت الإجراءات الأمنية للحد من تلك المخاطر.
وأضافت الشركة: "لقد قمنا بتقوية الضوابط الصارمة... وأضفنا آليات حماية لمواجهة تحديات مثل التعامل مع المعلومات الحساسة عبر الإنترنت المباشر، والوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين، ومنح الروبوت صلاحية محدودة للوصول إلى الشبكة عبر الطرفيات."
ورغم ذلك، أقرت "أوبن إيه آي" بأن اتساع نطاق قدرات الروبوت وتوسّع دائرة استخدامه يعني أن "الملف العام للمخاطر أصبح أعلى".
وشدّدت الشركة في ختام بيانها على أن "تشات جي بي تي" سيطلب دائمًا إذن المستخدم قبل تنفيذ أي إجراء ذي طابع حاسم، كما يمكن للمستخدم التدخل لإيقاف عمله في أي لحظة.




