
أخبار إنمائية — في ظل التوسع السريع في استخدام خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أصبحت مراكز البيانات من أهم الركائز التي تقوم عليها البنية التحتية الرقمية العالمية. غير أن هذه المراكز تواجه تحدياً بيئياً كبيراً يتعلق باستهلاكها المتزايد لموارد المياه.
تولد مراكز البيانات كميات هائلة من الحرارة نتيجة لتشغيل آلاف الخوادم بشكل متواصل، ما يستدعي استخدام أنظمة تبريد متطورة. وتعتمد غالبية هذه الأنظمة على التبريد التبخيري، الذي يستخدم ملايين الغالونات من المياه سنوياً للحفاظ على درجات حرارة مناسبة، خاصة في المناطق التي تعاني من شح المياه.
تُظهر دراسات أن بعض مراكز البيانات في مناطق جافة مثل وادي كاليفورنيا في الولايات المتحدة تستهلك كميات من المياه تعادل ما تستخدمه مدن صغيرة. وهذا الاستهلاك يضاعف الضغط على الموارد المائية المحلية، مما يثير قلقاً متزايداً من تأثير ذلك على الزراعة والأنظمة البيئية.
في المقابل، تعمل شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت على تطوير تقنيات تبريد بديلة تقلل الاعتماد على المياه العذبة. حيث تستخدم جوجل في مركزها في فنلندا مياه البحر الباردة لتبريد الخوادم، بينما تختبر مايكروسوفت مشاريع مراكز بيانات تحت الماء تعتمد على التبريد الطبيعي للمحيط.
تكنولوجيا التبريد بالغمر، التي تغمر فيها الخوادم في سوائل عازلة غير موصلة للكهرباء، تعد من الحلول الواعدة التي تقلل من استهلاك المياه والطاقة، لكن تطبيقها على نطاق واسع لا يزال محدوداً بسبب تكاليفها وتعقيداتها الفنية.
يشدد الخبراء على ضرورة مراعاة ظروف الموارد المحلية عند اختيار مواقع إنشاء مراكز البيانات وتصميم أنظمة التبريد. فالتكيف مع البيئة المحلية يمثل مفتاحاً لتحقيق توازن بين التقدم الرقمي وحماية الموارد الطبيعية.
في عالم يزداد اعتماده على التكنولوجيا الرقمية، تبقى إدارة استهلاك المياه في مراكز البيانات تحدياً أساسياً لضمان استدامة البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

