
أخبار إنمائية — أدى الاعتماد المتسارع على التكنولوجيا في السفر إلى تحويل البيانات الشخصية إلى هدف رئيسي للهجمات السيبرانية، وجعل الأجهزة المحمولة أكثر عرضة للاختراق من أي وقت مضى.
في هذا الواقع المتغيّر، لم يعد الأمن السيبراني ترفاً أو خياراً جانبياً، بل بات ضرورة لا غنى عنها. فمع استخدام الهواتف الذكية لإجراء المدفوعات، وتخزين المستندات، وإدارة مختلف جوانب الرحلة، أصبحت حماية المعلومات الشخصية خط الدفاع الأول في مواجهة تصاعد الاحتيال الرقمي وسرقة البيانات والهجمات الإلكترونية
كيفية تجنب المخاطر
أبرز تقرير حديث صادر عن منظمة السياحة العالمية بعنوان «تحديات الذكاء الاصطناعي في قطاع السياحة 2024» الحاجة إلى تطوير تطبيقات ذكية وسهلة الاستخدام لسد الفجوة الرقمية وتمكين المسافرين من إدارة مختلف مراحل رحلاتهم بأمان وكفاءة.
وفي هذا السياق، يتزايد اعتماد السياح على أدوات الذكاء الاصطناعي لاختيار الوجهات التي تتوافق مع اهتماماتهم، وتحديد أفضل توقيت للسفر، وتسهيل عمليات التخطيط والحجز.
كما تشهد الأدلة السياحية الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تطوراً ملحوظاً، إذ تتيح للمستخدمين تجارب تفاعلية غنية تشمل الخرائط الرقمية، والجولات الصوتية، وتطبيقات الواقع المعزز، مما يضفي بُعداً معرفياً أعمق على زيارة المواقع التاريخية والمعالم الثقافية والمقاصد غير التقليدية.
أما على مستوى السياسات الحكومية، فقد بادرت دول مثل تركيا إلى إطلاق تطبيقات مخصصة تحت شعار «السياحة الآمنة»، ترافق المسافر منذ لحظة مغادرته بلده وحتى عودته، بما يعزز شعور الأمان والامتثال للإرشادات الرسمية.
الحذر من عمليات الاحتيال في حجز التذاكر
وحذّر مجلس الأمن السيبراني الإماراتي مؤخرا من مخاطر الاحتيال في تذاكر السفر، مشددا على ضرورة الاعتماد فقط على تأكيدات الحجز الصادرة عن الشركات أو المواقع الرسمية. ووجه نصائح بفحص روابط المواقع بدقة، وتوخي الحذر من العروض المغرية التي تبدو غير منطقية، وتجنب شراء التذاكر من مصادر غير موثوقة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والامتناع عن الدفع عبر طرق غير معتمدة مثل التحويلات الفورية.
حماية بيانات الأسرة خلال السفر
بالنسبة للعائلات التي تسافر باستخدام أجهزة ومستخدمين متعددين، يُفضل توحيد الوثائق والملفات الشخصية في موقع واحد آمن وسهل الإدارة، للحد من مخاطر فقدان البيانات أو تشتيتها، بدلا من الاعتماد على الحسابات السحابية الفردية أو سعات تخزين الأجهزة.
تقدم أنظمة التخزين السحابية حلول نسخ احتياطي موثوقة وقابلة للتوسع، بينما تعد الأقراص الصلبة الخارجية ذات السعات الكبيرة (حتى 6 تيرابايت) خيارا اقتصاديا مناسباً للأرشفة الرقمية.
كشف استطلاع عالمي أجرته شركة ويسترن ديجيتال عام 2025 أن 28% من المشاركين فقدوا بيانات حساسة نتيجة أعطال الأجهزة، أو أخطاء بشرية، أو هجمات إلكترونية. رغم ذلك، يعترف نحو نصف المشاركين بعدم إجراء نسخ احتياطي منتظم، مستندين إلى أسباب مثل نقص مساحة التخزين، أو ضيق الوقت، أو الاعتقاد بعدم أهمية النسخ الاحتياطي.
نصائح مهمة لأمن البيانات أثناء السفر
توصي شركة ويسترن ديجيتال بإجراء النسخ الاحتياطي قبل السفر، سواء للرحلات العملية أو الترفيهية، لضمان حفظ الصور والوثائق الشخصية، وتأكّد حجوزات السفر والسجلات الصحية في حال تعرض الأجهزة للضياع أو التلف أو السرقة.
ويعتبر اعتماد استراتيجية النسخ الاحتياطي الهجينة، التي تجمع بين التخزين السحابي والنسخ على الأقراص الصلبة أو أجهزة التخزين المتصلة بالشبكة، الأكثر مرونة وضماناً للوصول إلى البيانات سواءً بوجود اتصال بالإنترنت أو بدونه.
وينصح الخبراء بإنشاء مجلدات منظمة حسب التاريخ أو الفئة لتسهيل الوصول إلى الصور ومقاطع الفيديو والوثائق، مما يقلل من الفوضى الرقمية. كما تلعب أدوات تنظيم الملفات وأتمتة العمليات دوراً أساسياً في تعزيز الأمان الرقمي.