أخبار إنمائية
أخبار إنمائية

شنجن، الصين (أخبار إنمائية) — كشفت موجات الحرارة البحرية القياسية التي شهدها عام 2023 عن ثغرات مفاجئة في توقعات المناخ، مما يشير إلى وجود عوامل غير مقدَّرة بما فيه الكفاية تُسرّع من ظاهرة احترار المحيطات، بحسب دراسة جديدة.

حدد علماء من جامعة العلوم والتكنولوجيا الجنوبية في الصين، والولايات المتحدة، وتايلاند، ثلاثة عوامل رئيسية تضافرت لدفع درجات حرارة البحار إلى مستويات غير مسبوقة، وهي: تراجع الغطاء السحابي الذي سمح لوصول كمية أكبر من الطاقة الشمسية إلى سطح المحيط، وضعف الرياح السطحية مما قلل من التبريد بالتبخر، وتغير التيارات البحرية.

وقال المؤلف الرئيسي زينجونغ زينغ من الجامعة ذاتها: "تشير الأرقام إلى أن حرارة محيطات العالم تتراكم بشكل أُسّي". وإذا تم تأكيد هذا الاتجاه الأُسّي، فسيكون مخالفاً لمعظم نماذج المناخ الحالية التي تتوقع معدل احترار أكثر ثباتاً للمحيطات.

ونظراً لأن استجابة المحيط للحرارة متأخرة وطويلة الأمد، فإن فترات الدفء المستمرة يمكن أن تزيد من شدة الظواهر الجوية القاسية على اليابسة وتعيق التنبؤات المناخية. وسجلت دراسات مبكرة في بداية 2024 موجات حرارة بحرية شديدة في أوروبا والمملكة المتحدة، حيث تجاوزت درجات حرارة سطح البحر المتوسط 4 درجات مئوية فوق المعدل.

ومع ذلك، لا يتفق جميع الباحثين على أن هذا التحول دائم. فقد قال نيل هولبروك، عالم مناخ في جامعة تسمانيا، "لا نعرف ما الذي سيحدث في العام المقبل، وربما تعود درجات حرارة المحيطات إلى مستويات أكثر طبيعية"، مشيراً إلى أن التحليلات الحالية تعتمد على بيانات مدتها بضعة سنوات فقط.

ورغم ذلك، شدد مؤلفو الدراسة على الحاجة الملحة لتعميق فهمنا لآليات التفاعل بين المحيط والغلاف الجوي. وقالت جايسي براون من المنظمة الأسترالية للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO): "بينما يتوجب علينا بسرعة تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من الضروري أيضاً أن نستمر في القياس والمراقبة والنمذجة لما سيكون عليه كوكبنا في المستقبل. إذا لم نفعل ذلك، فإننا نسير نحو المجهول بعواقب وخيمة على أمننا الغذائي والصحي والبيئي."